المقالات

هل يجوز لهم تأخير الانتخابات؟


نور الحربي

قد يرى البعض ان العمل السياسي مقرون باداء العاملين على الساحة السياسية من احزاب وتكتلات وشخصيات ومؤسسات تضع لنفسها اطارا مقبولا متفق عليه وتتحرك ضمن حدوده ومساحته وهذا التصور حقيقي لكنه يبين جزء صغير من رؤية لابد ان تتضح في بلادنا التي عانت مراحل طويلة من التخلف ونقصان التجربة وهستيريا الانظمة الشمولية واستبداد الحكام والولاة على مر تأريخها حتى بتنا نردد في وعينا وبدونه مقولة شعبية اعتبرنا دستورا ومنطلقا للتعامل مع راس الهرم والراعي لشوؤننا ( الياخذ امي يصير عمي ) والتي تؤكد حالة الاستسلام وحب العافية وان اقترنت بالذلة والمهانة وضياع الحقوق واليوم وبعد ان ولت تجربة البعث القاسية وحكم جماعة القرية ورعيان العوجة الافذاذ فتحت ابواب جديدة وعشنا حالة من التنوع والتعددية وان كانت اطارتها وسلوكيات بعض القوى التي دخلت ضمنها غير مكتملة وتفتقر للتجربة الواعية التي تؤدي الى نتائج سليمة تنهي حالة الصراع وسباق المغانم وتؤسس لنظام ديمقراطي يكون للشعب دوره الفاعل ولمؤسسة الحكم دور الوظيفة والسهر على تطبيق رؤى صالحة لخير المواطن مع ذلك فلازلنا وبفعل هذه التجربة وانعكاساتها واستمرار حالة الصراع نشاهد عودة سلوك ممقوت رفضناه سابقا وبروز رأي يعزز حالة الاستبداد السياسي ويعود بنا الى ما قبل المربع الاول ان جاز الحديث بلغة الخطوات والمربعات وهذا ما لاحظناه بعد خطوة اعتقال رئيس المفوضية العليا للانتخابات على خلفية قضية وصفت بوجود فساد بين سطورها مما يهدد بتعطيل او الغاء الانتخابات القادمة مع وجود انقسامات حادة بين الفرقاء السياسيين الذي اعتدنا ان نراهم يتسابقون لكيل الشتائم والتهم لبعضهم البعض مؤخرا في محاولة واضحة للقفز على استحقاق شعبي ووطني يتمثل بضرب السقوف الزمنية الدستورية ويكرس حالة احادية بعض الاطراف في اتخاذ مثل هذه القرارات المصيرية, ان على الكتل النيابية والحكومة ممثلة برئيسها ان يدركوا ان التلاعب بتوقيتات الانتخابات امر خطير وهو ان تم سينذر بشر مستطير كونه يمثل سابقة في تاريخ الدولة العراقية الجديدة التي التزمت وعبر دستورها التعددية وعملية التداول السلمي للسلطة كما ان هذه المواعيد ليست ملكا لسلطة تنفيذية او تشريعية حصرا ولاهي محل تقديم وتأخير في اطار مزايدات وحروب ومناورات البرلمانيين وكتلهم بل انها استحقاق لهذا الشعب الذي باركها عبر تصويته عليها ضمن الدستور العراقي والذي نعرف كم دفع العراقيون من تضحيات في سبيل اقراره وتمريره ليرى النور معبرا عن طموحات وامال شعب يريد الحياة ., ان ما نريد قوله هنا ان الانتخابات ومواعيدها امر لاتنازل عنه وليس من حق احد ان يقول هذه كتلتي ورايها وكذا واستحقاقها اكثر من كتلة فلان وان كان هناك استحقاق بموجب التفويض الشعبي والممارسة الديمقراطية فأنه ينتهي وتزول شرعيته بمجرد نهاية الدورة المحددة له وامدها اربعة اعوام والا فأن لشعبنا رأي قد يكون مختلفا لمن يريدون الاستقواء عليه تحت حجج ومسميات ومساومات ينبغي ان لاتمارس في مثل هذا الوقت تحديدا لان وعي الشعب العراقي سيفشل كل هذه المحاولات .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك