المقالات

نظرية المؤامرة... إلى أين تؤدي بالعراق؟!


سلام محمد

لم يبتعد الساسة العراقيين عن الأفق الذي كان يدور به النظام السابق وطريقته في أدارة الحكم حيث كان صدام يؤمن بنظرية المؤامرة وينظر الى كل من حوله على أنهم متآمرين وأعداء مما جعله يعيش حالة من التخبط في تحديد من هم المتآمرين فعلا حتى وصلت به الحالة الى اتهام من هو اقرب إليه واتخذ إجراءات قاسية ضد شخصيات خدمته لفترات طويلة وكان دائما يتخذ من إسرائيل وأمريكا ذريعة للخلاص من أعداءه الوهمين فيقذفهم في يم التأمر للأجنبي, في وقتنا الحاضر جميع الأطراف السياسية الرئيسية الثلاث يتهم بعضها الأخر بالمؤامرة فالكرد يصرخون على أنهم يتعرضون لمؤامرة تهميش الأكراد والسنة يصرخون على أنهم يتعرضون لمؤامرة إلغاء دور السنة في العملية السياسية والسيد المالكي يصرخ ان التشيع يتعرض لمؤامرة كون حكومته مستهدفة من قبل الكرد والسنة والموضوع محير جدا من يتآمر على من ؟ ومن سينتصر على من ؟ ان الكتل السياسية بدلا من ان تعتمد مبدأ الشراكة الوطنية وتجذير الروح الوطنية والتقارب المستمر والجلوس على طاولة الحوار المستديرة لحل الأزمات وفك التقاطعات, اعتمد مبدأ الخوف من المؤامرة وهذا الأمر يهدد العملية السياسية بخطر الانهيار وسيؤدي بالنتيجة الى صراعات جانبية تعرقل سير عملية البناء والأعمار, ان على الكتل السياسية المشاركة في العملية السياسية اعتماد على مبدأ الحوار البناء واحترام الدستور والرجوع إليه في حل الإشكالات القانونية التي لها علاقة بتطبيق فقراته واحترام خصوصية الآخرين وتوزيع الأدوار وتقسيم المهام بما ينسجم مع حجم التمثيل البرلماني لكل كتلة من الكتل المشاركة في العلمية السياسية والابتعاد عن مبدأ الإقصاء والتهميش وإشراك الجميع في رسم الهيكل التنظيمي للدولة والعمل على تأسيس دولة المواطن التي تسعى الى تحقيق الرفاهة للمواطنين وتقديم الخدمات لهم هو الدرع الواقي من كل مؤامرة يحوكها أعداء العراق في الداخل والخارج, ان من يخاف من المؤامرة هو من أسس بنيانه على مبدأ المؤامرة والحصن الحقيقي الذي يحمي العملية السياسية هو صوت الشعب الذي سيصدح من اجل إزاحة كل من يحاول إعادة العراق الى مربعه الأول وبت روح الفرقة والاختلاف من اجل البقاء لأن البقاء الحقيقي هو في ضمائر العراقيين عندما تقدم لهم الخدمات ونرفع الحيف عنهم وليس البقاء ان تكون على رأس السلطة ينخر جسدها الفساد المالي والإداري , ان عهد المؤامرات والاتهام بالخيانة العظمى قد ولى مع صدام وسوف لن يسمح أبناء العراق الغيار الى عودته مهما تكن النتائج وليعتبر أولوا الألباب.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك