المقالات

بمناسبة فتح السفارة في السعودية/ فضيحة وفشل لوزارة الخارجية


( بقلم : اسعد راشد )

هل نحن حقا بحاجة الى فتح سفارة عراقية في السعودية في ظل اشتداد ضربات الارهابيين السعوديين ضد المدنيين والحضارة والانسانية في العراق ؟  ماذا يريد ان يقول السيد زيباري لحكام السوء في الدولة الوهابية بعد ان يرفع علم العراق على السفارة العراقية؟ هل يريد توزيع ابتسامته الشهيرة على الامراء السعوديين المتورطين في سفك دما ء العراقيين من خلال دعمهم ماليا وتسليحيا وبشريا ـ الانتحاريين ـ للارهابيين والقتلة ؟ ام يريد تقديم الشكر لهم على ما اقترفت ايديهم من جرائم بشعة وما يرتكبونه يوميا عبر رسل الموت الوهابيين الذين يقتلون المئات والالاف من ابناء العراق باجسادهم النجسة ؟

ليس هناك من شك ان توقيت فتح السفارة في بلد يحمل حكامه ومشايخه الكره والتكفير والحقد الاسود على العراق وشعبه هو توقيت خاطئ ويحمل رسالة خاطئة الى دولة ليس فقط لم تفعل شيئا في وقف فتاوي القتل والذبح والتحريض على سفك دماء اهل العراق وانما ساهمت وتساهم في تأجيج الفتنة في العراق وتدفع بوسائل اعلامها والمأجورين للقدح في العراق وحكومته ونشر الكراهية وسط جمهورهم الجاهل.

هناك اخطاء قاتلة ترتكبها وزارة الخارجية بحق العراق فهي الوزارة الوحيدة التي تملك مساحة واسعة اقليميا ودوليا للتحرك ديبلوماسيا للضغط على الدول التي تتخذ موقفا سلبيا من العراق ولوقف لعبة الموت التي تمارسها تلك الدول في العراق الا انها لم تفعل شيئا ومنجزاتها تكاد تكون صفرا ‘ الديبلوماسية العراقية ماتزال تراوح مكانها ومنهجها في التعاطي مع قضايا الارهاب واعمال القتل يتسم بالمجاملات المائعة والضعف وهو ليس بمستوى التحدي الذي يواجهه العراق ‘ ولا بمستوى التضحيات والدماء التي يقدمها شعب العراق في مواجهة الارهاب والقتل وعمليات الابادة الجماعية التي تتعرض لها احد اكبر الطوائف العراقية في البلاد الرافدين وهم الشيعة ‘ هناك الكثير من الشواهد التي تثبت ان الوزارة الخارجية لم تتعاطى مع قضايا العراق بروح وطنية ولا برؤية تفصح عن وجود غيرة على العراق وشعبه بل هناك اهتمام بالبروتوكولات الشكلية والمظاهر اكثر من اهتمامها بامور مصيرية ومسائل تخص مصالح العراقيين فهي مازالت تحكمها البروقراطية ومازال البعثيون وكوادرها القديمة هم الذين يسيرونها وينفذون اجندة رفاقهم القتلة في العراق وحتى الروح المخيمة عليها هي ميتة وتذكرنا بالعهد البائد .

السعودية هي البوابة الرئيسية للارهاب والارهابيين وهي النافذة التي تطل من خلالها الرؤوس الطائفية وفتاويها التكفيرية والدلائل كثيرة على تدخل تلك الدولة في الشأن العراقي الداخلي ولعل الفتاوي المستمرة الصادرة من مشايخ القتل والارهاب في السعودية ضد الاغلبية من الشعب العراقي وبيانات التكفير التي تخرج يوميا والمحرضة على العنف وقتل العراقيين وعلى مسمع المسؤولين في تلك الدولة تكفي لادانتها وتشكل مادة لفتح ملف اولئك المشايخ التكفيرين وتدخلهم في الشأن العراقي وتحريضهم على القتل والارهاب وليس فتح سفارة لا طائل من وراءها واخشى من نخشى منه ان تتحول تلك السفارة الى عالة وتكون كمثيلاتها في السويد والنمسا تصدر جوازات سفر لغير العراقيين يستغلها الارهابيون للتسلل الى العراق لنشر الموت والدمار .

كيف يتم فتح السفارة وملفات المشاكل مع دولة متهمة بدعم الارهاب وتصدير الارهابيين لم تناقش ولم تفتح ولعمري انها خطوة غير موفقة لم يقدم عليها اي بلد يواجه شعبه هذا الكم الهائل من التدخلات والاعمال الارهابية من قبل بلد اخر يراد فتح سفارة فيه ‘ ها هم الامريكيون نموذجا على ذلك حيث لم يقدموا على فتح سفارتهم في دول يتهمونها بالارهاب ودعم العنف ولم يخالفوا ما يضر مصالح شعبهم فيما نحن نهرول لذلك وهو امر مذموم ومرفوض .

ان غياب الرقابة البرلمانية على الدور الفاشل للوزارة الخارجية وعدم استجواب الوزير ومعاونيه وسفراءه على تقصيرهم في مسؤولياتهم وضعفهم في التصدي لهجمة الارهارب والارهابيين على كل الاصعدة وخاصة السياسية والاعلامية دفع بالوزير ووزارته للتمادي اكثر في الشكليات والمجاملات التي بلا طعم والا كان لزاما ايصال رسالة الاستنكار لتلك الدول وايصال غضب واستياء العراقيين من موقف السعودية وغيرها من الدول التي تساهم في تأجيج الفتن والعنف في العراق وتدعم الارهابيين باالمال والسلاح لقتل اكبر عدد من العراقيين ولعل التقارير التي تحدثت يوم امس ونقلتها وسائل الاعلام العالمية نقلا عن مسؤولين ايطاليين عن اكتشاف عصابة لها علاقة بالدولة الليبية كانت تنوي تهريب 500 الف قطعة سلاح الى الارهابيين من ايطاليا وعبر ليبيا الى العراق هي احدى افرازات ضعف الوزير ووزارته واعطاء الجرأة لحاكم قذر مثل قذافي ان يتدخل في الشأن العراقي ويقيم تمثالا لاحد اعتى الطغاة والجلادين ويباشر بدعم الارهابيين بالسلاح من وراء البحار وليس من فقط دولة ملاصقة للعراق كالسعودية التي يتم فتح السفارة فيها .

اسعد راشد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سلمى
2007-02-20
لافض فوك
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك