المقالات

نحنُ حرب لمن يستهدف مرجعيتنا


سعيد البدري

يبدو انه ومع تصاعد واستمرار حملات استهداف المرجعيات الدينية من خلال بعض الجهات الظلامية بطبعها وسلوكها، والتي كان آخرها استهداف مكتبي المرجعين الكبيرين الشيخ محمد إسحاق الفياض والشيخ بشير النجفي يتصاعد الاستنكار والرفض لمثل هذه المحاولات الرخيصة التي تتبناها جهات لها اغراضها لتنفذ مخططاً استفزازياً يستهدف جر الشارع العراقي ومرجعياته نحو حرب يُراد لها أنّ تهز الثقة وتحرق الأخضر واليابس وهي أشبه بعودة الحال الى ما بعد تفجير مرقد الامامين العسكريين عليهما السلام، لسبب بسيط جدا هو ان المرجعية الدينية التي كانت ولازالت تمثل محورا فاعلا وصمام أمان للمجتمع عبر ادائها وتوجيهاتها وقراءتها السليمة والمنطقية للوضع وطبيعة الاخطار المحدقة بالمجتمع بشكل عام حيث ساهمت وعبر هذه الرؤية السليمة والموضوعية بحقن الدماء وإرساء دعائم السلم الاجتماعي إنطلاقاً من واجبها ووظيفتها في إصلاح الأمة وبطبيعة الحال ان لهذا الدور الكبيرالذي يحفظ لها ويؤشر بفخر ضمن تاريخها ومسيرتها المخلصة، إنّ تعرض مرجعيتنا للاستهداف الظالم المباشر وبهذا الشكل الاستفزازي المشين يدفعنا للسؤال عن تأثير هذا الاستهدف وأسبابه وموجباته وتوقيتاته وبنفس اللهجة والطريقة التي طرحها رئيس المجلس الأعلى السيّد عمّار الحكيم (لماذا ترمى هذه الشجرة المثمرة بالحجر بهذه الطريقة) وهو سؤال على الجميع البحث عن الجهات التي تريد أنّ تحقق مصالحها باستهداف ثقل المجتمع ومحط توجهه وملجئه في أشد الأوقات حلكة وظلاماً، وقد جربنا الكثير من المواقف والازمات فحين غابت الحلول وسادت الحيرة كانت المرجعيّة وكانت حلولها وكان حضورها وحضرت الحلول, ان الوضوح الذي يعبر عنه الشارع العراقي في مواقفه والتزاماته تجاه قادة رأيه وهو عدم السماح بأن تكون المرجعية في مرمى سهام المتربصين الساعين إلى تصفية الرموز والمقدسات وهو خط أحمر يجب ان لا نصل إليهِ مطلقاً، فالشعب العراقي الذي تربى على قيم البذل والتضحية والفداء لن يطول صبره حينما تستهدف مرجعياته بهذا الشكل السافر، وهنا لابُدّ لأجهزتنا الأمنية ان تتحمل مسؤوليتها بوضوح بمتابعة المتورطين ومعاقبة المجرمين الذين يقفون وراء هذه المؤامرة الدنيئة كما ان على الحكومة ان توفر الحماية لمراجعنا ومكاتبهم ومعتمديهم لكي لا تبقى مكشوفة أمام المتربصين، لأن الشارع العراقي اليوم يتطلع أنّ يرى حلاً جلياً انطلاقاً من هذا التصور بدل حالة التبرّير والصمت التي لم يقف هذا المسلسل البغيض، والذي هدفه قطعاً هو التقليل من قيمة هذا الحدث وهذا ما يثير المخاوف في استمرار حالة الاستهداف لانها تسهم بالمحصلة في التقليل من هيبة الأجهزة الأمنية نفسها حين تصور بانها تقف مشلولة امام تكتيك هذه المجاميع التي تتصرف على هواها بطريقة خفية, ان مطالب الشارع تؤكد ان على الحكومة ان تعي حجم المخطط وخطورته وإلاّ فأننا مضطرون لمواجهة من يريد بنا السوء وليس هناك أسوأ من استهداف آباءنا المراجع العظام حفظهم الله من كلّ سوء مكروه.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك