المقالات

المرجعية وحرامي البيت


لقمان الند

في مجتمعاتنا الشرقية عندما يفقد احد الأشخاص حاجة ثمينة أو مبلغ من المال في بيته بعد إن وضعه في مكان محكم, ويكتشف بعد فترة ان احد إفراد عائلته قد سرقه , فيميل إلى الحزن وعدم مكاشفة الفاعل بالحقيقة خوفاً الفضيحة , إلا انه لكل شي حدود , فقد اكتشف الشعب العراقي بأن كبار شخصيات حكومته يسرقونه ويكنزون ثمرة صبره وتضحياته سحتاً في بطونهم ,إلا انه أعطاهم الفرصة تلو الفرصة ولم يتوبوا , بل وصل الأمر بهم إلى الاعتداء على مقدساته وشرفه , وما الاعتداء الصارخ على المرجعية الدينية في النجف الاشرف , إلا مثال على ضرب مقدسات الشعب العراقي ,خصوصاً انه جاء في مكان كان يعتبر في قمة الأزمات الأمنية هو مستقر امنياً وامن ,وما عملية اختراقه وضربه إلا عن طريق حاميها حراميها , وهذا اختراق اكبر من ان يسكت عليه , وما مبادرة بعض طلاب الحوزة إلى التظاهر والتنديد بهذه الإحداث المخجلة إلا بداية بسيطة لرد الأفعال , وانتظروا الكثير, فقد أصبحت القضية ضمن دائرة ضرب المقدسات فلا سكوت ,لما تمثله المرجعية من مقام خلافة وامتداد لإحكام الشرع , وخط باتجاه التوحيد عبر محمد واَل محمد (ص) , ونسجل استغرابنا على موقف الشعب الذي لم يبادر فوراً إلى الاحتجاجات والمظاهرات والمطالبة بكشف الفاعلين ومن ورائهم , وعدم تكرار النغمة المشروخة من إن اذناب البعث و تنظيم القاعدة هم وراء هذه الجرائم , نعم هم أسوء من ذلك , ولكنه حرامي البيت هذه المرة , وما عملية تقليص حماية المراجع , وعدم الجدية الواضحة من قبل القوات الأمنية لمتابعة الفاعلين والقبض عليهم إلا علامة على الأمور المبطنة السيئة النية ,والعجيب ان المستهدِف لمقام المرجعية كان من اكبر المستفيدين من موقف المرجعية في الانتخابات النيابية السابقة ,مستغل بمقولتها المشهورة نقف على مسافة واحدة عن كل الإطراف , وجيّرها لصالحه وكسب وخدع الكثير وتسلم بعدها كرسي رئاسة الوزراء , وامتد حزبه على طول وعرض الحكومة ألعراقية , وألان بعد ان ضربَت مصالحه وأخذت المرجعية منه موقف سلبي واضح لعدم التزامه بمصالح الشعب العراقي ومساهمته الواضحة في شق الصف العراقي, اخذ بافتعال هذه الاحداث من اجل إجبار المرجعية على تغيير موقفها من حكومته, وأيضا لم نسمع أي بيان يخص الحوزات العلمية أو منظمات المجتمع المدني يندد او يصدر بيان ضد المجرمين او يحمل الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة مسؤولية هكذا افعال مشينة, ان عملية السكوت على ضرب المرجعية يساوي فعل ضربها, بل إن الكثير من الأحزاب الدينية السياسية لم تندد ولم تطالب بنصرة المرجعية , باستثناء بعض الأحزاب دائمة الذكر لمقام المرجعية في ملتقياتها الثقافية أو الجماهيرية ,فأين الولاء وأين الوفاء , الحل اقطعوا يد السارق وافضحوه واعزلوه وأخرجوه من البيت , قبل ان يهد البيت على اهله.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك