المقالات

من يتخطى الخطوط الحمر؟

443 18:27:00 2012-04-24

خميس البدر

مع قصر التجربة الديمقراطية في العراق وعمليته السياسية الوليدة والناشئة من عمق معاناة الشعب وهموم المواطن ورغباته وأمانيه وأحلامه وعلى أنقاض أعتى دكتاتورية ونظام شوفيني في العصر الحديث، مرت السنوات التسع بتجارب قاسية ومزالق خطيرة وتعرضت لهزات متتالية تكفي كل واحدة منها ان تزيل نظام ثابت ومستقر فمع تكالب الإرهاب ومؤامرات أذناب البعث وأيتامه وتحالفهما في إدخال العراق وشعبه في أتون الفتنة الطائفية وتدخلات دول الجوار إلى الاحتلال وسياسته الخاطئة وضغوطاته على الحكومات المتعاقبة ومحاولته الهيمنة على القرار العراقي إلى سوء الأداء الحكومي، وتدني مستوى الخدمات المقدمة للمواطن، وأخيراً وليس آخراً الخلافات السياسية والتنافس على المغانم والمكاسب وعدم التنازل، كلّ هذه العوامل والأمور وتفاصيل أكثر وأمر و أقسى مرت على الشعب العراقي وعمليته السياسية ومازالت مستمرة، وأجريت جولات متعاقبة من الانتخابات من اجل الحياة والعيش بأمان وسلام حالهم حال الشعوب الأخرى وشارك من شارك وتحفظ من تحفظ وقاطع من قاطع، وصمد العراق وثبت الشعب وتحقق الانجاز اليوم ومع اقتراب انتخابات مجالس المحافظات واستحقاقات أخرى ومع الخلافات الموجودة والمشاكل المبررة وغير المبررة والأزمات المفتعلة والواقعية تظهر أصوات نشاز بإلغاء الانتخابات او عدم أجرائها او التحايل في التوقيتات، ولعلّ بوادر هذه التوجهات لاحت مع اعتقال واستهداف رئيس المفوضية وبعض شخوصها وازدياد الضغوطات عليها وحتى التمديد لعمل المفوضية لثلاثة أشهر تخفي ورائها نوايا مبيتة وبات الأمر وكأنه مزاج الشخصية الفلانية ورأي الكيان الفلاني وميول الكتلة (س) واجتهاد التحالف (ص) وكأنهم يتعاملون بلعبة أو تراشق إعلامي أو برنامج يظهرون فيه قدراتهم الكلامية وثقافاتهم وبرامجهم السياسية الخفية والتي لم نرَ منها شيء على أرض الواقع، ونسوا ان هذه العملية السياسية صبغت بدماء الأبرياء وإرادة العلماء وجهود المخلصين، وتناسوا حديث المؤسسات الدستورية والمرجعية القانونية والفصل بين السلطات، إنّ الأزمة السياسية الحالية هي أزمة افتراضية وهميّة مبنيّة على أهواء شخصية فلا تنعكس على مصير الأمة وآلام الشعب وان الانتخابات خط احمر لا نقبل ان يتخطاه أيّاً كان ومن أيّ توجه وتحت أيّ ظرف، كلمة قلناها لا عودة إلى الوراء والى حسابات المراحل السابقة، وإذا تناسى الجميع كلّ تلك التضحيات وتناسوا كلّ الدماء والتضحيات فلا اعتقد بأنهم يتجاهلون ذلك الطود الشامخ والحصن الحصين المتمثل بالمرجعية العليا فهي صاحبة الفضل الأكبر وهي وان وقفت على مسافة واحدة من الجميع وان تركت أمور إدارة الدولة والحكومة للسياسيين وكم أوصت ودعت لحل الأزمة السياسية الراهنة لكن دون جدوى فهي قادرة ان تقلب الطاولة على الجميع والشعب ينتظر كلمة او إشارة من المرجعيّة الشريفة والسياسيين قبل غيرهم يعرفون من هي المرجعية وماذا تعني كلمة واجب على المكلف ان يفعل كذا فيا سياسيينا المبجلين لا تقتربوا من الخطوط الحمر، وكرسوا جهودكم لحل خلافاتكم ولا تدخلوا الانتخابات في مهاتراتكم الإعلاميّة وتصريحاتكم النارية وكونوا أوفياء لتلك الدماء والتضحيات والتي قدمت لتكونوا في هذا المقام والمكانة فانتم خائفين من نتائج الانتخابات القادمة لما تسببتم فيه من خيبة أمل للناخب أو لا تدرون ماذا تفعلون بعد ان انتهت كل حججكم وكشفت كلّ أوراقكم وإذا كنتم لا تدركون ولا تفقهون ما تقولون حتى الآن ... فانا لله وأنا إليه راجعون.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك