المقالات

بين الصدر والحكيم


بين الصدر والحكيم

 حميد الموسوي

الحديث عن الشهيد محمد باقر الصدر حديث عن مشروع رسالي , ضخم يتطلب دراسات موسعة سيما وان هذا المشروع بحر زاخر متشعب الروافد : فلسفة واقتصادا واجتماعا, وعقائد وما تفرع عنها . لكن ذكرى استشهاده وشقيقته العلوية الطاهرة امنة الصدر تفرض وجودها وتلح على كل عراقي شريف بل كل انسان حر ان يعبر عن حزنه وسخطه على سلطة البعث الجائرة التي ولغت في دماء الشهيدين بعد ان سقتهما اشد انواع التعذيب والتنكيل . لقد راى طاغوت العصر المقبور في الشهيد الصدر خطرا محدقا يهدد عرشه بعدما امتدت فيوضات علومه وطروحاته وغطت الافاق وبعدما صارت مؤلفاته مناهج اكاديمية عالمية .. وبعدما صار مشروعه يضم الرساليين الافذاذ , وفي مقدمتهم شهيد المحراب محمد باقر الحكيم والذي استحق بجدارة لقب ( عضدنا المفدى ) شهادة تثمين واعتتزاز من لدن الشهيد الصدر فكان بحق عضدا حسني الشمائل بشكيمة ابي الفضل العباس. حمل الراية من بعده لينضوي تحتها كل العراقيين الشرفاء في زحف اسطوري نحو صنم بغداد , فتلقيه الجماهير في مزبلة التاريخ . لم تكن علاقة الشهيد الصدر باسرة الحكيم طارئة , فهو تلميذ نجيب لزعيم الطائفة السيد محسن الحكيم .. تلمذة لم تقتصر على دراسة الفقه والعقائد بل تشربت شخصية الاستاذ شجاعة , وثورة , واقتحاما .. استاذ من رواد ثورة العشرين بفتاوى تجاوزت احكام الحيض والنفاس , لتصك وجوه الطواغيت، وتلميذ عاشق لشمائل اهل البيت الذين ابت نفوسهم ان تسكن اللحم والعظم. ولم يكن اختياره لمحمد باقر الحكيم( عضدا )مجاملة وعواطف.. لقد رأى فيه امتدادا طبيعيا لاجداده.. وطنية صادقة.. عراقية صرفة.. تطلعات لمستقبل مشرف خيمة استوعبت العراقيين بكل اطيافهم الباهية.. بأديانهم المتآلفة وقومياتهم المتآخية. فكان كما رأى وتمنى . لقد هيئ الشهيد الصدر الوقود للثورة فكان الشهيد الحكيم الشرارة .

16ـ 5ـ423

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك