المقالات

المجرمون الابرياء !!


نوال السعيد

كان العراقيون طيلة عهد نظام المجرم الطاغية المقبور صدام يعانون اشد ضروب وانواع المعاناة، ولم يكن احد مستثنى، ومثل ما كان يقول احد اقربائنا همسا حين يتحدث مع والدي (ليس المعارض فقط هو المطلوب للحزب والسلطة بل الموالي ايضا مطلوب ومطارد ومهان)، وكان ذلك الشخص الذي يردد تلك العبارة رفيقا حزبيا وموظفا حكوميا في وزارة التربية، اي انه موال ومخلص وتابع للسلطة ويؤدي كل مهامه على احسن وجه، لكنه يتعرض بأستمرار للاهانات والتنكيل والاذلال، وفي نفس الوقت فأن اصغر شخص في حزب البعث الدموي يمكن ان يرتكب ابشع الجرائم بحق الاخرين، وهذا ما لمسه وعاشه العراقيون عموما، فالحزبي يمكن ان يلاحق شخصا ما ويعتقله وحتى ينفذ به حكم الاعدام دون ان يتعرض لمساءلة او محاسبة، بل على العكس من الممكن جدا ان يحظى بالتكريم المادي والمعنوي ويرتقى درجات ومراتب اعلى. ومن الطبيعي ان من يرتقي في الدرجات والمراتب والمناصب في ظل حزب البعث السلطوي الدموي لابد ان يقدم على تنفيذ اعمال ومهام اجرامية كبيرة، وبقدر ما يقوم بمثل هذه الاعمال والمهام بقدر ما تتوسع وتتنامى مسؤولياته، وللمرء ان يتصور ماذا فعل من وصل الى منصب السكرتير الخاص لصدام، او الى منصب رئيس جهاز المخابرات او قائد القوة الجوية او مدير الاستخبارات او محافظ. مثل هؤلاء الاشخاص من ازلام النظام البائد كانوا معتقلين وقد تم اصدار احكام ببراءتهم والافراج عنهم من قبل محاكم عراقية في ظل العراق الديمقراطي، بينما الكثير من ضحاياهم مازالوا مغيبين ومحرومين ، بل ومطاردين.بأي مسوغ ، وبأي شريعة، يصبح من قتلني وقتلك وقتلك كل العراقيين حرا طليقا ويرد له الاعتبار ، كما حصل مع المجرم مشعان الجبوري الذي تحول بين ليلة وضحايا من ارهابي وسارق مطارد الى شخص نظيف ونزيه واعيدت له امواله وممتلكاته وحصل على تعويضات مادية مجزية.. وهل يختلف مشعان عن هاشم حسن المجيد ومزاحم صعب الحسن وحامد يوسف حمادي ومحمد مهدي صالح؟ وهل يختلف هؤلاء عن صدام وبرزان ووطبان وطه ياسين رمضان؟.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك