المقالات

افرضوا قانونكم بعيداً!!


سليمان الخفاجي

مرة أخرى تختبر النوايا وتدحض الأقوال بالأفعال، ومرة بعد أخرى تبتلى المرجعية العليا الحصن الحصين للجميع بنكران الجميل وإقحامها في ما لا تريده،انّ ما يثير الاستغراب وبعد كلّ ما تعرضت له المرجعية من مخاطر و استهدافات مؤخراً وتجاهل الأجهزة الأمنية لكل تلك الأعمال الإرهابية والتي تعرض لها وكلاء المرجعية وشخصيات علمائية وغياب الرد الحكومي والذي يشدد دائماً على دور المرجعية والالتزام بتوجيهاتها وربما استخدم بعض الإشارات والإيحاءات بدعمه من قبلها والرضا والارتياح عن تصرفات وسياسات دولة رئيس الوزراء، وكثيرا ما يردد أنصار دولة القانون بان المرجعية تؤيد الأستاذ المالكي, لكن يستفيق من هو مسؤول عن الملف الأمني بقرار تقليص حمايات الرموز الدينية إلى 50%، مما يوحي بلا مبالاة وعدم واقعية هذا الإجراء ليسارع الجميع بنفي هذا القرار او تبريره ومهما كان التبرير يبقى تبرير غير مقبول لأبناء الشعب العراقي لما تمثله المرجعية ومعرفتهم الحقيقية لدورها وثقلها في كل الأوقات واختلاف المسائل وأصعب المواقف وأحلك الظروف، فهي ببساطة تمثل لهم الحصن والملاذ وهي القائد الفعلي والموجه والمدافع عن حقوقهم والمحقق لآمالهم وهم قادرين على حمايتها ومستعدين لبذل الأرواح قبل الأموال وارخاص كل ما هو غالٍ ونفيس للحفاظ عليها وعلى وجودها ذلك الوجود المحفوظ بارادة إلهية طيلة عمرها الشريف ومنذ إعلان الأئمة المعصومين عليهم السلام انها القيادة النائبة بتوقيع الإمام صاحب العصر والزمان، المعروف للجميع ان ما يثير الاستغراب حقا هو عودة لغة ولهجة فرض القانون في محافظة الديوانية مما يؤكد المخاطر الحقيقية التي تتعرض لها المرجعية وإقحامها واستخدام اسمها ووجودها في سياسة الأمن المستتب وتطمين المواطن ان كل شيء تحت السيطرة لكن النتيجة عمليات فرض قانون بعد كل تلك الحملات والتصريحات والتطمينات والخطب النارية في مدح من وفر الأمن والأمان والعزف على وتر الامن والرقص على جراح الضحايا والمنكوبين من جراء استفحال الإرهاب او استتاره خلف تصريحات وتطمينات ولا مبالاة المسؤولين والقيادات الامنية ليحرك الملف الأمني متى شاء المسؤول مرة ويضرب الإرهاب متى اراد مرة أخرى سياسة غريبة وإستراتيجية عجيبة واستهتار بمشاعر الشعب ومقدساته ورموزه، فاذا كانت هنالك حاجة لفرض القانون في الديوانية فماذا تفعل الأجهزة الأمنية طيلة ذلك الوقت ولماذا السكوت عن كل تلك الخروق خلال الشهرين الماضيين في مناطق أخرى أم أن المعلومات الإستخبارية لم تتوفر كالعادة في أيّ خرق امني وإذا كانت لا تحتاج فالسبب معروف لأن تخفيض الحمايات يعني عدم الحاجة إليها ويعني لا وجود لخطر حقيقي فلماذا بدأت فرض قانون الديوانية المهم هو عدم التبجح بإطاعة المرجعية واستخدامها في خطط الأجهزة الأمنية والإستراتيجية السياسية لدولة رئيس الوزراء بفتح جبهة جديدة بعد ان تأزمت جبهات الأزمات السياسية وباتت تحتاج إلى حل فعلي لا توليد المشاكل والأزمات فلا يوجد أفضل من الحل الأمني والتلويح بفرض القانون على الجميع حتّى المرجعيّة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك