المقالات

الرحلة الاخيرة


الحاج هادي العكيلي

نتيجة الازمات التي يمر به العراق ونتيجة للوضع السياسي الحالي ومن خلال الصراعات السياسية الكبيرة بين الفرقاء السياسيين .فالعراق يتجه نحو ازمة حقيقية لايوجد لها حل في الافق القريب .فازمة دولة القانون مع الاكراد وكذلك ازمة دولة القانون مع القائمة العراقية وعدم وجود حل في الافق لتجاوزها وايجاد الحلول اللازمة لها .فان الكتل السياسية تلوح بتشكيل تحالف برلماني لحجب الثقة عن حكومة المالكي اذا لم تنفذ اتفاقات اربيل من خلال وجود اتفاق سري بين التحالف الكردستاني والقائمة العراقية وكتلة الاحرار التابعة للتيار الصدري لترشيح النائب الاول لرئيس مجلس النواب قصي السهيل بديلا عن نوري المالكي .حيث تزايدت مؤخرا انتقادات الكتل السياسية لاسيما العراقية والتيار الصدري والكتلة الكردية لرئيس الوزراء نوري المالكي من كتلة دولة القانون وقالت ان الاخير يسعى للسيطرة على مفاصل الدولة .بعد ان دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر انصاره الى توحيد صفوفهم في حال رغبوا في تشكيل حكومة برئاسة التيار .وكما اتهم الصدر رئيس الوزراء نوري المالكي بالوقوف وراء اعتقال رئيس المفوضية العليا للانتخابات المستقلة فرج الحيدري وهو قيادي من التحالف الكردستاني بهدف تاجيل او الغاء الانتخابات المحلية التي سوف تجري في اوائل العام القادم .وهذه المواقف تاتي منسجمة مع الانتقادات التي وجها رئيس الاقليم مسعود البارزاني للمالكي بان البلد يتجه الى العودة الى الدكتاتورية ،وقال مهما كان الثمن لايمكن ان نقبل بعودة الدكتاتورية الى العراق واذا فشلنا في وقف الدكتاتورية فلن نكون مع عراق يحكمه دكتاتور .ولكن الامور قد تاخذ منحى اخر وهو ايجاد تحالفات جديد على الساحة السياسية العراقية بمباركة احدى الدول المجاورة وذلك لحل الازمة المستعصية بسبب التنصل عن تنفيذ بنود اتفاق اربيل الذي مهد لتشكيل الحكومة الحالية كما تطالب القائمة العراقية والتي دائما ما تلوح باللجوء الى انتخابات مبكرة لانهاء الازمة السياسية في البلاد . فزيارة نوري المالكي المرتقبة الى ايران ستتوضح كل السيناريوات المحتملة في حل الازمة السياسية في العراق بعد تقديم المشورة والنصح واحتمال التنازل عن رئاسة الوزراء الى شركائه في التحالف الوطني من اجل تهدية الوضع السياسي في العراق .بعد ان اوضح اكثر زعماء التحالف الوطني انزعاجهم من الوضع السياسي السائد في البلاد وكذلك عدم رضا المرجعية الدينية في النجف الاشرف من الاوضاع السياسية واداء الحكومة وهذا تجلى فعلا من عدم استقبال المرجعية الدينية لرئيس الوزراء نوري المالكي عندما زار النجف الاشرف .ولهذا السبب وغيره يلاحظ ان الجانب الايراني قد دخل على الخط لحل الازمة السياسية في العراق لكون اغلب الاحزاب الاسلامية الشيعية قربية من ايران وان قسما منها متحالف او مدعوم من قبلها .وقد تكون الرحلة الاخيرة بصفته رئيس الوزراء . ولكن لايوجد بصيص امل ان تتنازل دولة القانون عن رئاسة الوزراء مهما كلفها من فقدان حلفائها في المنطقة لانهم يعطون كل شىء مقابل ان يبقوا على هرم السلطة من تنازلات الى خصومهم السياسيين اكثر من بنود اتفاقات اربيل لاجل البقاء في السلطة .حيث قال رئيس الوزراء كلمته المشهورة (ما نطيها)بسبب ان السلطة جاه ووجاه وللكرسي مغريات ولكن حساب الله عسير حيث قال الله في كتابه الحكيم ((قفوهم انهم مسؤولون )) ففي الدنيا يقول انا المسؤول الاوحد ولايوجد افضل واحسن مني وانا الذي اوفر الخدمات للشعب من كهرباء وماء الشرب وغيرها من الخدمات وفي الاخرة يتهرب ويقول هم الذين جابوني وانا لااعرف شيئاً .فكيف يكون المصير عندما تكون الرحلة الاخيرة الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك