المقالات

المالكي: لن أعطيها


حيدر عباس النداوي

يعتقد عدد من المتابعين للشان العراقي ان الحراك السياسي الذي تشهده الساحة السياسية لا يعطي صورة حقيقية لمواقف الكتل السياسية فيما تدعيه من رغبتها في التخلص من المالكي وتشكيل حكومة جديدة قائمة على تغيير خارطة التحالفات السياسية لسببين الأول ان هذه الرغبات قد لا تنطلق من أرضية حقيقية مؤمنة راسخة في حصول عملية التغيير إنما تنطلق من دوافع حزبية وشخصية ضيقة مبعثها الحصول على مكاسب إضافية وهؤلاء يمكن التخلص منهم وإسكاتهم من خلال التفاوض العلني والسري ومنحهم ما يريدون وزيادة، يقابل ذلك ان المالكي مهما تمنع وهدد وازبد وارعد فان امكانية تراجعه عن تهديداته ومتبنياته ومبادئه في سبيل المحافظة على كرسي سليمان واردة وبدرجة يصعب رسمها بكل خطوط الطول والعرض وهذا ما تم لمسه في المواقف السابقة التي هي مصداق لهذا الرأي.وما اعلن عن استعداد التحالف الوطني ودولة القانون بالذات على تنفيذ كل بنود اتفاقية اربيل يؤكد بما لا يقبل الشك ان المالكي اقتنع ان تهديدات الآخرين التي توجه له ،فيها من الخطر المحدق بكرسي العرش الشيء الواقعي وان الاستمرار بفتح الجبهات الداخلية والخارجية امر ليس منطقي وعليه ان يعود الى نقطة البداية والتوقيع مجددا على تنفيذ بنود اتفاقية اربيل ومنح مجلس السياسات الإستراتيجية للقائمة العراقية وتعيين وزير الدفاع وإعادة التوازن لمؤسسات الحكومة ووو وقبل أن تنقضي المدة الانتخابية ستتوصل الكتل السياسية الى ان المالكي اخذ كل شيء ولم يعطي كل شيء وهذا باختصار هو مبدأ السيد المالكي ومن معه.ان المالكي قالها منذ سنوات وهو يعي ما قاله من انه لن يعطيها وممارساته اليومية اثبتت ان القضية المهمة التي يفكر فيها قادة العراق هي كيفية المحافظة على المكاسب السياسية والحزبية دون الالتفات الى هموم الناس اليومية والعمل من اجل القضاء عليها وبناء البلد بصورة عصرية تتناسب مع الامكانات المالية والمادية المتوفرة والتي تحلم بها كل بلدان العالم.ان السنوات الماضية والمواقف التي افرزتها تلك السنوات أثبتت بما لا يقبل الشك ان الحكومة التي تدير شؤون البلد حكومة عاجزة عن كل شيء الا في امر واحد وهو خلق الازمات واستدامتها لانها البوابة الوحيدة التي تجعلها فيتواصل مستمر مع الحدث وهذا خطأ ستكتشفه دولة القانون والسيد المالكي في المستقبل القريب لان خلق الازمات ليس هي الوصفة الطبية المنقذة في كل الاوقات بل ان وقتها قد انتهى وان الناس باتت تبحث عن العمل الحقيقي الذي يجعل ثروات بلدها تتجسد بشكل واقع يومي ملموس يقدم في مستوى الخدمات وفي توفير فرص العمل وفي الامن والامان وفي توفير الماء الصالح للشرب وفي كهرباء وطنية حقيقية وفي علاقات دولية وداخلية قائمة على الاحترام المتبادل.اعتقد ان مقولة "لن نعطيها" باتت في ايامها الاخيرة وحتى التنازلات التي ستقدمها دولة القانون والسيد المالكي سوف لن تنفع في اعادة الكرة من جديد لان تجريب المجرب امر غير عقلائي او منطقي ولان الشارع العراقي هو من يقرر .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المهندسة بغداد
2012-04-18
نحن من لم نعطيها الكلام لن ينفع لابد من خطة سريعة للانتخابات القادمة يقوم بها شخص مؤتمن وذو علم بطرح شخصيات نزيهة فنحن ومهما حاولنا لن نعرف سرائرهم فقط الذي يتعامل معهم يعلم وهو من وصفته بالمؤتمن نتمنى لو ان المرجعية رصدت مؤتمنيين من داخل البرلمان يكونون مسؤولين عن طرح اسماء يمكن في المستقبل ان تفعل شيء لانتخابهم وعسى ولعل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك