المقالات

تسييس القضاء العراقي .. المفوضية العليا للأنتخابات أنموذجا


سلام محمد

القضاء هو احد الأركان الأساسية التي يرتكز عليها النظام واذا فسد القضاء انهارت اركان النظام مهما كانت قوته وما حصل مؤخرا من أزمات لعب بها القضاء دورا أساسيا منها اعتقال رئيس المفوضية العليا للانتخابات فرج الحيدري ان من يفتح ملف هذه القضية يشم منها رائحة نتنة لتسييس القضاء واستخدامه سلاحا بيد الحكومة لضرب الخصوم السياسيين . فخلفيات موضوع اعتقال فرج الحيدري وكريم التميمي تثير الاستغراب وتضع علامات سلبية على موقف رئيس مجلس القضاء الأعلى مدحت المحمود ومن يطلع على ملف القضية التي اصدر بها القضاء حكم القاء القبض على الحيدري والتميمي يعرف جيدا ان للحكومة يدا في هذه القضية وانها استخدمت القضاء للتلويح للحيدري بفتح ملفات مهما تكن تافهة الا انها ستؤدي به الى السجن اذا لم ينسجم مع توجهات رئيس الحكومة الأتحادية .ان اصدار امر القاء القبض على رجالات الدولة واحد بدرجة وزير والأخر بدرجة وكيل وزير على خلفية قضية بت بها القضاء والبرلمان سابقا امر يضع علامات ومؤشرات تؤكد صحة ما ذكرناه في مطلع المقال . لقد اصدر القضاء في وقت سابق حكماً بتبرئة الحيدري من تهمة تثير العجب والأستهجان فقد كان الحيدري قد دفع مبلغ (450000) اربع مائة وخمسون الف دينار فقط لثلاثة من الموظفين العاملين في دائرة العقارات لتقديم الخدمة وتسهيلات في انجاز معاملات اراضي خصصت لمدراء في المفوضية وهي من صلاحياته، دفع مثل هكذا مبلغ وبعد التحقيق في الموضوع ثبتت برائته من التهمة وقامت حنان الفتلاوي لسان المالكي الناطق بطرح القضية في استجواب البرلمان لرئيس المفوضية وصوت البرلمان على تمديد فترة عمل المفوضية ولم يعر اهمية لهذا الموضوع وبعد مرور فترة على الموضوع ونسيانه من قبل حتى الحيدري نفسه يستدعى رئيس المفوضية الى مركز الشرطة الساعة الوحدة بعد الظهر من يوم الخميس ويلقى القبض عليه وبعد تدخل الوسطاء يوافق مدحت المحمود على اطلاق سراحه ولكن يعتذر من موضوع بقاءهما محتجزين الى يوم الأحد بحجة ان القاضي غير موجود وهو من سكنه محافظة واسط ويدعي بانه لا يمكن الأفراج عنهما في يومها بسبب العطلة.وهناك معلومات تؤكد ان الحيدري تلقى تهديدات من قبل جهات حكومية متنفذة انه في حال عدم انصياعة لأجندة رئيس الوزراء نوري المالكي سوف يتم تلفيق هذه التهمة له وسجنه ما لا يقل عن سبعة اعوام.يدعي المالكي انه ليس لديه علم بما حدث من امر الأعتقال وهي محاولة للهروب من نقد الراي العام والا كيف يمكن ان يصدر امر القاء القبض على احد موظفي الدولة برتبه وزير واخر برتبة وكيل وزير من اجل صرف مبلغ بسيط لا يشكل رقما صعبا امام السرقات التي اثبتت الأدلة والوقائع ضلوع وزراء مقربين من المالكي فيها امثال جريمة فلاح السوداني والفساد الذي خلفه في وزارة التجارة .يبدو ان الموضوع نكتة فالتغاضي عن سرقة مليارات الدولارات وسجن موظف كبير في الدولة بتهمة صرف مبلغ قدرة (450) الف دينار ضمن صلاحياته التي كفلها له موقعه الحكومي المتقدم امر يثير الاستهجان والاستغراب .ان ماجرى في قضية الحيدري والتميمي الهدف منه الضغط على مفوضية الانتخابات واخضاعها لأجندة الحزب الحاكم والتلويح للأخرين بامكانية زجهم في السجن على اتفه الأسباب وهذا هو الخطر المرعب الذي يهدد العملية السياسية في العراق فالحكومة تتجه بوصلتها باتجاه الأقصاء والتهميش والضغط لأعادة الحكم الشمولي الى العراق مما قد يتسبب بانهيار العملية السياسية التي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك