المقالات

مسلسل إطلاق سراح المجرمين


علي الربيعي

مؤخرا تم أطلاق سراح خمسة عشر متهما من أزلام النظام السابق وتبرئتهم من التهم الموجهة إليهم بعد مضي تسعة أعوام على اعتقالهم مما يدل دلالة واضحة عن وجود صفقة عقدها المالكي مع الدول العربية لحضور القمة مقابل إطلاق سراح هؤلاء المجرمين ومن بين المجرمين المطلق سراحهم سكرتير صدام الخاص المحكوم عليه بالسجن سبعة عشر عام على خلفية جريمة الأنفال وهل من المعقول ان تبرأ ساحة مقرب من مقربي صدام بحجة انه لم يكن مجرما وصدام كان نظامه مبني على أساس التوريط لأصغر عنصر من عناصر الأجهزة الأمنية حتى لو كان شرطيا في الأمن لا يثق في ولائه له إلا بعد ان يورطه بارتكاب جريمة ضد مظلوم او قضايا أخلاقية فكيف يصل الى موقع سكرتير صدام وهو لم يرتكب جرما لإثبات ولائه لنظام بنيت أساساته على الظلم والجور والقتل والترهيب وهتك الحرمات.ان عملية إطلاق سراح المجرمين لها إبعاد خطيرة تضع القضاء العراقي إمام مسؤولية التبعية للدولة وتقدح بنزاهته واستقلاله وتضع رئيس الحكومة نوري المالكي إمام مسؤولية التلاعب بمشاعر أهالي الضحايا عندما يعقد صفقات سياسية تؤدي نتائجها الى العفو عن مصاصي دماء العراقيين ويبدو ان المالكي يجيد لعبة الكيل بمكيالين فهو من باب يظهر للرأي العام العراقي انه شديد البأس على البعثيين ليكسب عطف الشارع المتضرر منهم ومن باب أخر يطلق سراح عتاتهم مقابل صفقات سياسية تهدف الى إعطاء صورة ايجابية عنه إمام الحكومات العربية التي دعمت وساندت نظام صدام في مسلسل قمعه الطويل للشعب, ان على العراقيين ان يعوا جيدا ان المالكي له عده وجوه وكل وجه يظهر في الوقت الذي تقتضي فيه مصلحته الشخصية من دون مراعاة المشاعر وحتى لو كان ذلك فيه نقضاً للعهود التي قطعها على نفسه في إرساء النظام الديمقراطي وبناء العراق الجديد, ان المشكلة الحقيقية التي تواجهنا في هذه المرحلة هي تسييس القضاء مما ينبأ بخطر فساد الدولة وانهيار نظامها الديمقراطي.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك