المقالات

مهاتراتكم .. إلى متى وإلى أين ؟؟


خميس البدر

إنّ ما يميز هذه المرحلة في العملية السياسية بأنها صفحة أزمات مفتعلة ومشاكل مدروسة وكانت عبارة عن سياسة جديدة لمفتعليها للخلاص من المأزق السياسي، او يعدونها حلّ للمشاكل او تكتيك سياسي وديناميكية للخائضين في هذا المضمار، لما لمسوه من نجاح وقطف ثمار من وراء هذا الأسلوب بأن يبقون الأمور في أيديهم، ففي نظرهم يملكون مفاتيح الحل لمشكلة هم صنعوها ويبقون خصومهم السياسيين تحت الضغط ليحيدوهم ويقللون من تأثيرهم ومن ثم تسقيطهم وجعلهم كورقة محروقة ومستهلكة وخارجة عن الحسابات، ورغم ان طارق الهاشمي كان من أول الممارسين لهذا الأسلوب بازدواجية الخطاب في المراحل السابقة بالجمع بين حديث المعارضة مع قواعده ومريديه وتكريسه لشخصيته كممثل لأبناء السنة وما يتطلبه هذا التوجه في وقته من اتخاذ مواقف مخالفة وبعيدة عن منصبه الذي يشغله وما يفترض ان يتحدث به كنائب لرئيس الجمهورية لفترتين انتخابيتين، وربما لا يجد المتتبع صعوبة في اكتشاف هذه الحقيقة المرة سواء ما يتعلق بطارق الهاشمي او من يمثلون هذا الأسلوب في هذه المرحلة من نواب دولة القانون وكثير من أعضاء القائمة العراقية، والنتيجة كل هذه المشاكل والأزمات والملفات المغلقة والمفتوحة وآخرها ملف الهاشمي نفسه وبنفس الأسلوب فمن نائب رئيس الى مطلوب للقضاء و هارب إلى ضيف في إقليم كردستان وحمل يثقل كاهل القيادة الكردية ودخولها في أزمة مع المركز او قل ورقة ضغط لتتحول إلى أزمة داخلية ومن ثم إلى أزمة إقليمية وعربية وباب للتدخل العروبي في العراق، فمن المسؤول عن هذه الأزمة ومن هو المسؤول عن مغادرة الهاشمي من البداية كيف يغادر مطلوب من العاصمة بغداد وكيف يغادر من العراق الى قطر والسعودية وتركيا ليقوم بجولته المكوكية والدفع باتجاه التأزيم والعودة الى خطابات مراحل سابقة من المفروض ان العراق تجاوزها وبأثمان باهظة وغالية من أرواح أبناء الشعب العراقي وأمواله وبناه التحتية وجهده السياسي وتبديد خيراته وثرواته، وتأخير لمشروعه وعرقلة العملية السياسية, إن أسلوب افتعال الأزمات والابتزاز السياسي والابتعاد عن الدستور وعدم تطبيقه والانتقائية في التعامل مع بنوده واستقطاب السلطة والعمل والحديث عن مشاكل جانبية وثانوية وعدم الالتفات إلى المشاكل الحقيقية وحلها بطرق الحوار والنية الصادقة والمكاشفة بين جميع الأطراف هو المسؤول الحقيقي عن مغادرة الهاشمي وأزمته أو لنقل الاختباء وراء الأزمة وافتعالها بدل من حلها فعلياً، ولنعد إلى أصل المشكلة بعدم اخذ القضاء لدوره الحقيقي وعدم السماح للقوات الأمنية بأداء واجبها والغطاء السياسي الذي وفره له النائب الثاني خضير الخزاعي واستخدام الهاشمي كورقة ابتزاز سياسي من قبل إقليم كردستان برئيسه مسعود بارزاني والمركز برئيس حكومته المالكي، إضافة إلى الدور الذي تلعبه الزعامة القطرية وإعطاءه الضوء الأخضر أمور وخيوط توحي بأن قضية الهاشمي ستفتح صفحة جديدة وستكون مرحلة من أصعب مراحل العملية السياسية والمشروع العراقي الوليد وستظهر نتائجه في الانتخابات القادمة وربما هي محاولة لاستنزاف الناخب وإقناعه بديمومة الصراع الطائفي المفتعل والممول عربيا وإقليميا من قبل تجار الحروب ودعاة الحقد الطائفي وأصحاب أسلوب الأزمات ومسك مفاتيح حلولها.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك