المقالات

من الملام في قضية الفاتح الهاشمي


عون الربيعي

ليس مهماً جداً التعرف على التفاصيل الدقيقة للقاء الهاشمي باردوغان وما هي خطوط وأوجه التدخل التركي المفترض بقدرمعرفة شكل المشروع التركي (السني)، وما الذي عرضه الأتراك الذين كشفت مصادرهم عن طلب صريح من الهاشمي بالضغط والتدخل للحدّ من تواصل المد الشيعي في العراق وانعكاسات ذلك على تركيا وأنظمة العروبة والمنطقة بشكل اجمالي, المثير أنّ الهاشمي وبحسب مكتبه الاعلامي أوضح عقب لقاء اردوغان أنّه ينوي العودة إلى العراق بعد انتهاء زيارته الى تركيا، وسط دعوات حكومية وبرلمانية (نواب دّولة القانون) بعدم استقباله لا في كردستان ولاغيرها من مدن العراق، وهنا لابُدَّ من طرح السؤال الذي يحتاج الى إجابة صريحة من قبل الحكومة ورجال حملة تصفية الهاشمي الارهابي او المتهم بالارهاب، فإذا لم يسمح لهذا الرجل بالعودة فكيف سينصف الضحايا ولماذا يمنع من المجيء إلى العراق إذا كانت القضيّة المتهم بها ثابتة ولاتحتاج الى حتّى النظر بها أو تدقيق أولياتها، الغريب أنّ قضية سفرالهاشمي من بغداد أو تهريبه تحت ظروف معينة برفقة السيد نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي، ومن ثم السماح له بالذهاب خارج العراق توحي بأن الامر برمته مقصود وهناك خفايا تحيط بأصل الاتهام وتوقيته والجهات التي رتبت له، كما ان استجابة الهاشمي للحكومة وتنفيذه بعض ماتريد وينسجم مع توجهاتها كل ذلك يضع ألف علامة استفهام في وقت يردد الجميع ان المسألة بيد القضاء والقضاء (خال رجل على رجل وكاعد)، رُبّما ينتظر تسوية او صفقة سياسية حتى (يتكفى الشر) بينما المواطن العراقي الضحية يعيش حالة من الترقب ليرى ما سيسفر عن هذا المشهد الدرامي المضحك الذي اعتدنا ان نرى مايشبهه خلال فترات مختلفة من تاريخ العراق مع اختلاف الزمان وادوات التنفيذ, إذن أعلن الهاشمي عن نواياه فبعد مغادرته بغداد فكردستان العراق ثم لقائه المسؤوليين القطريين والسعوديين والاتراك في بحث حثيث عن حلمٍ قديم جديد يراوده يعيد بغداد لاتباع الرشيد رغم قلتهم، خصوصاً مع الحراك الكبير الذي تعيشه القائمة العراقية هذه الأيام والتي تنوي تنظيم صفوفها عبر وقوفها خلف قيادة سنية قوية تنهي بها وجود إياد علاوي وزعامته الافتراضية لها للامساك برأس الخيط المؤدي الى إعلان إقليم أو عدة أقاليم طائفية، وهذا ما اتفق عليه المطلوب للقضاء طارق الهاشمي مع مسؤولي الدّول التي زارها للوقوف بوجه القوى الشيعية في العراق، وان كانت شكلية بفضل افكار حاشية دّولة رئيس الحكومة ومستشاريه (البعثيين منهم بشكل خاص) هذا ملخص بسيط لما نقل وينقل عن تفاصيل جولة الهاشمي الاقليمية التي سماها البعض بزيارة الفتح ليتحول لقب الفاتح الذي اشتهر به السلطان العثماني محمد الفاتح (فاتح القسطنطينية) من القذافي الذي اطلقه على نفسه الى طارق الهاشمي الذي يرى بعض الموتورين انه سيفتح بغداد ويعيد الامور الى نقطة البداية، بينما يراقب فاتحون آخرون في حكومة المركز المشهد بانتظار رد فعل كردي تجاه رجل بلا صفة مطلوب للقضاء يجوب دول المنطقة بشكل رسمي, فمن الملام في كلّ ذلك هل هو الفاتح الهاشمي أم الذين سمحوا له بمغادرة بغداد أوّلاً والعراق ثانياً، ثم العودة بهذا الشكل البطولي المثير.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
متابع
2012-04-19
المشكله انكم تضعون نظريه او فرضيه (( الهاشمي مجرم ))... هذا عندكم مقدس لانكم سمعتموه من اعلامكم ... نؤكد اعلامكم (( عراقيه )) اما الرجل يصرح بقنوات غير اعلامكم ويقول انه لم يقراء التهم وحتى محاموه لم يسمح لهم بذلك .... هل تعلمون لماذا هذا الاصرار والجزم بان الهاشمي ارهابي (( انه الحقد )) رغم بان 12 مليون عراقي (سنه ) ولاشخص واحد مقتنع بكلامكم واعلامكم وقضائكم وانتم لايهمكم .....
مراقب
2012-04-17
الملاممون هم 1- ابو التكسي اللي وصلة للمطار 2- سايق الطيارة 3- مفرزة المطار والحكومة براء من هذه الجريم ةالبشعة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك