المقالات

احتفالات مدججة


/ حميد الموسوي

ترى من أين جاءت هذه العادة السيئة؟!.. من ادخلها بخبث لتستفحل متحولة الى تقليد وتعبير مستهجن؟!، من الذي اضفى عليها بركاته حتى صارت موروثا اجتماعيا يكاد يرقى الى مصاف الشعائر؟!. نعرف ان الحزن شيء، والفرح شيء آخر "وان كان منسيا"، ونعرف ان لهذا بياضه ولهذا سواده، مثلما لذلك عويله ونواحه ولهذا رقصه وقهقهاته، وطبيعي ان لكل منهما مساره ومراسيمه وادواته وتقاطيعه. ولو ان الحزن شملته بعض التحسينات منذ ثمانينات العهد المنصرم، حيث ادخلت اللافتات الطوال العراض السود وكست جدران المساجد والكنائس والحسينيات والبيوت والمدارس والمستشفيات والمدارس والدوائر ثم طغت بعدما حولتها المفخخات الى شعار عراقي مميز. ربما ستشمل مراسيم الفرح بعض التحسينات "مستقبلا" هذا بعد عودته بقدرة قادرة. ومع ذلك.. ومع كل التحسينات والرتوش يظل الحزن مغلفا بكل اشجانه، ويظل الفرح بطرا بكل انشراحه. إذن كيف "يلعلع" الرصاص وسط انغام الموسيقى وفوق رؤوس راقصي "الجوبي" مستقبلا سيارة زفاف انيقة مزينة، مثلما تدوي الأعيرة النارية ومن كل الصنوف مودعة جنازة مغدورة بفعل فاعل او بحادث ارهابي او موتا طبيعيا "وما أقله في أيامنا"، ومثلما تمتليء الأرض والسماء ضجيجا ونارا ومفرقعات عند فوز فريق كرة القدم، او عند عقد قران، او عند انتقام وتصفية حساب.. بل حتى عند رؤية هلال العيد، وعند الشماتة ببغيض وعند استقبال "رأس كبير".. وعند أمور.. وأمور!!. صحيح ان رقصنا الشعبي كان يؤدى بالسيوف والخناجر وعلى انغام قرع طبول الحرب، كما ان جنائزنا كانت تودع بالأراجيز "والهوسات" المدججة وتحت رفيف البيارق. طبعا هذا قبل دخول "البرنو، والبارودة، والورور". اما بعد دخول" الكلاشنكوف، والبي كي سي، والهاونات، والعبوات" فقد صارت تلك ملاعيب اطفال!. عليه يتوجب على المعنيين الالتفات الى هذا الجانب وادخال التحسينات التعبيرية، وحتى لا تلتبس علينا الأمور وتختلط المناسبات نقترح ان يكون لكل مناسبة سلاحها التعبيري المميز!. فمثلا.. عند عقد قران، تفجر عبوة ناسفة من باب المكان المخصص سواءا كانت محكمة شرعية او كنيسة او دار العروس. وعند الزفاف تصاحب الموكب راجمة من النوع الكبير. وعند توديع الجنازة يفضل اطلاق الهاونات والمدافع العملاقة!. أما إذا كان المتوفي "رأس كبير" فيستحب ان تفجر ثلاث سيارات مفخخة عند التشييع وعند صلاة الجنازة وعند الدفن!. اما في حالة فوز فريق الكرة فيكتفى بإطلاق "الرباعيات.. والنمساوي" وتترك "الكلاشنكوف، والبي كي سي" لختان الأطفال وبذلك نكون قد اعطينا المناسبة حقها وميزناها عن غيرها!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك