المقالات

الأقزام يرفضون التصفير ويطالبون بالتفقيس


حيدر عباس النداوي

أفرزت الوقائع التي تشهدها الساحة السياسيّة على مدى السنوات التي أعقبت سقوط النظام السابق عن جملة من المتناقضات التي يحاول البعض ان يجعلها قاعدة واقعية للسير عليها في ظلمة وحلكة المغالطات التي لا يمكن السكوت عنها ومحاولة تجذيرها على أنها الحق وما دونه باطل حتّى لو شهد العالم كله على ذلك، والأسوأ من هذا ان يحاول هذا البعض الكذب على أنفسهم والمطالبة من الآخرين تصديق هذه الأكاذيب والترهات التي لا تعدو عن كونها فقاعات بسيطة تنفجر من اقل نفس يقترب منها".وإلاّ كيف يمكن للمتتبع أنّ يقر منطقاً يحاول ان يحمل مسؤولية المشاكل التي تتكاثر كل يوم بسبب سياسات الحكومة الفاشلة إلى شخص السيّد عمّار الحكيم، ولست ادري كيف يحاول هذا البعض من ربط الأحداث ونحنُ لم نسمع في يوم من الأيام ان هناك خلافا بين مسعود بارزاني أو أياد علاوي وبين السيّد عمّار الحكيم، ولم نسمع كذلك في يوم من الأيام ان المزايدات والصفقات التي فاحت رائحة عفونتها قد تمت بين كتلة المواطن أو القائمة العراقية أو التحالف الكردستاني".كما ان اعتبار الانتكاسات والتنازلات من قبل المهزومين انتصاراً هو قمة النفاق خاصة إذا ما عرفنا ان هذه الانتصارات المزعومة والنجاحات التي تحققت في قمة بغداد كما يحلو للمطبلين للحكومة من تحقيقها لم تأتِ لو لم تقدم حكومة السيد المالكي على تقديم التنازلات المادية والمعنوية والأخلاقية، وإلا كيف يعقل ان يتم إطلاق سراح المجرمين والقتلة مقابل حضور رئيس حكومة انتقالية وهل ان هدر المال العام ومنحه إلى أعداء العراق مقابل حضور خجول من قبل مصر يمثل نجاحاً للعراق حتى لو كانت الضريبة 600 مليون دولار حوالات صفراء غير حقيقية، وهل يعلم البعض ان حضور الكويت جاء بعد الموافقة على تدعيم الحدود التي طالب البعض الذين يعيبون عليه تدعيمها قبل سبع سنوات؟؟، وكذلك دفع تعويضات الى الخطوط الجوية الكويتية ثلاثة أضعاف طلب الكويت السابق".ولا اعلم كيف يحاول البعض اعتبار سجن أهالي بغداد عشرة أيام وقطع الأرزاق وفرض حظر للتجوال غير المعلن نجاحاً للخطة الأمنية وللحكومة ولوزارات الدفاع والداخلية الوهمية، وهل يستطيع ان يقول لنا من يتغنى بنجاحات القوات الأمنية ان قتل أكثر من 220موطن بريء خلال شهر نجاحا امنياً؟؟، وهل ان الوقوف في طوابير السيارات على نقاط التفتيش لساعات أو السير على الأقدام في رياضة لم يألفها أهالي بغداد من قبل تمثل نجاحا".غير ان الطامة الكبرى في مغالطات الوعاظ هو الادعاء الكاذب بالفوز الكاسح الذي تحقق في صناديق الاقتراع والذي جاء بأموال الدّولة وكاريزما السلطة ومسدسات الشيوخ والملايين المسروقة بغير حق والتي أعطيت إلى مجالس الإسناد ومع هذا كله فان سيادة رئيس الحكومة حل في المرتبة الثانية ولم يكن هو الاول كما يحاول البعض إيهام أنفسهم قبل إيهام الآخرين، وهذه هي الحقيقة المرة ومشكلة المشاكل والتي تسببت بكل ما تمر به العملية السياسية من أزمات وانتكاسات في الوقت الراهن".والأغرب هو هذا التفكير السطحي المغلف بغباء المكر من عدم الرغبة في تصفير الازمات بحجة ان تصفيرها سيؤدي عاجلا أم آجلاً إلى ظهور مشاكل جديدة ومطالب أخرى، وبالتالي فان بقائها أفضل من حلها حسب فلسفة ومنطق دولة القانون والسائرين على نهج وليد سليم والأسدي".

أنا لا استغرب ان يكتب البعض ممن يحسبون على ملاك السلطة والحكومة مثل هذه الترهات لان نجم السيّد عمّار الحكيم أصبح مشعاً بواقعية الطرح وصدق الحديث ورغبة التخلص من المشاكل والتوجه إلى خدمة الوطن والمواطن ولأنه يعتقد ان خلق مثل هذه الأزمات المتكررة تخدم الحكومة لفترة ولا تخدم الناس بأي حال من الأحوال".لم يبحث عمّار الحكيم عن مجد أو سلطة كما يروج البعض لان له مجد خالد بناه آل الحكيم والمجاهدين بدمائهم وتضحياتهم، ولم يتعكزوا على تاريخ غيرهم كما يفعل البعض كما أن عمّار الحكيم قلبه ومجلسه واضح وشفاف وواقعي ولا يحتاج الى نصيحة البعض وأتحدى البعض ممن يتهم الحكيم بمهاجمة الحكومة أو العمل على إضعافها ان يأتي ولو بدليل واحد عن وصف حكومة المالكي بالديكتاتور كما يفعل بعض الشركاء وأصحاب المنافع الشخصية والوزرائية ".لم ولن يضر عمّار الحكيم ما يقوله الأقزام والمتطفلين لان مواقفه هي التي تدافع عن صدقه والتزامه واحترامه لكلامه ولو لم يكن كذلك لرضي بالحالة المأساوية التي يعيشها الشعب العراقي من نقص في الأنفس والأموال والماء والكهرباء والخدمات وانتشار البطالة ولحصل على الملايين والوزارات وكان المالكي يحب المتلونين".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك