المقالات

تكاسل الحكومة !!


حميد سامي

كنا في السابق نقول روح الحكومة (بطيئة)، وربّما فسرناها بمعانٍ بعيدة عما يشعرون به من تكاسل المسؤولين وتقاعسهم عن الاضطلاع بما عليهم من الواجب تجاه الناس الذين كانوا ينتظرون الأيام وهي تفرج عما يعانونه ويكابدونه من كرب وأحوال صعبة، ومع تقدم الأيام وحدوث ما لم يكن يخطر لنا ببال أصبح الإحساس ببطء الحكومة بل وتكاسلها أشد مما كان أهلنا البسطاء يتصورونه خاصة وان لدى المسؤولين في أيامنا هذه من الوقت والوسائل الالكترونية مما يجعل المهمة التي يعتزمون القيام بها أسهل مما كانت عليه الأمور أيام زمان.غير أنّ الحكومة لا تهوى الإسراع بإنجاز المعاملات ولا تميل إلى العجلة فهي تخشى الزلل دائماً ومن اجل هذا فقد جعلت يومها شهراً وشهرها حولاً كاملاً، تمحص فيه إجراءاتها وتدقق ما تحرص أنّ يكون سليماً من القرارات والأوامر.وعندما يتعلق الأمر بمنفعة الناس فأن للكسل الإداري حكايته الطويلة ولطالما ضاقت الصدور بالروتين واشتكاه الناس في خلواتهم وفي فرحهم ولغوهم حتّى سرت الحمى إلى ريش رسامي الكاريكاتير الذين أشبعوه سخرية واستهزاء ونقداً لاذعاً ،إلاّ أنّ أحدا لم يتحرك ولم يخجل مما توصف به قرارات الحكومة من بطء مخجل. وربّما كان في الروتين مما يشكوه فاعله نفسه وذلك عندما يكون في حاجة إلى لطف مدير عام يتصف بما كان قد اجتمع في شخصيته من لؤم ورغبة كبيرة أنّ يرى الناس وهم يتلوون من أوجاع الانتظار.نعم قد قضت فرق مكافحة الأوبئة والأمراض المتوطنة وغير المتوطنة على أمراض كثيرة، إلاّ أنها مازالت تجد في القضاء على الروتين صعوبة كبيرة وقد قاد الروتين إلى الوساطة ومن الوساطة إلى الرشوة ومن الرشوة إلى الفساد الذي طال الجميع فلم يعد من سلم منه إلا ما رحم ربي.إلاّ أيّ مدى تستمر هذه الظواهر في العراق ولماذا لا يكون عند الحكومة من معالجة هذه الأمراض .فقد قضت دول كثيرة على الفساد والروتين والرشوة ولكن في العراق مازالت هذه الأمراض تتمتع بعافية جيدة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك