المقالات

ابناء زرباطية ..حنين للعودة ولكن


صلاح شمشير البدري

تتميز ناحية زرباطية التابعة لقضاء بدرة ضمن محافظة واسط بمناخها المعتدل وهي تقع على بعد 13كم من بدرة وهي اخر مدينة عند الحدود الايرانية وتعتبر منفذ للتبادل التجاري بين العراق وايران،وتحتوي على اراضي زراعية شاسعة وبساتين النخيل وكانت عامرة بانواع التمور واشجار الفاكهة وكانت تصدر منتوجها الى مختلف المدن العراقية ،وسكانها عراقييون من القومية الكوردية وكان لهم مواقف يشار لها في دعم الحركة التحررية الكوردية ،وشغل البعض منهم مناصب قيادية في الحزب الديمقراطي الكوردستاني بقيادة الملا مصطفى البارزاني ،ولكن بعد توقيع اعلان الحكم الذاتي لمناطق كوردستان بدأ نظام البعث المقبور بالتنصل من الاتفاقية ومطاردة كوادر واعضاء الحزب بعد ما عرفو كاسماء ومقرات ،مما جعل الكثيرين منهم يتركون اماكن سكناهم والتوجه الى مدن كوردستان والبعض ترك البلاد هربا من النظام الدكتاتوري وتم تسفير العوائل الكوردية ومصادرة ممتلكاتهم وذلك قبل حملة التسفير الكبرى التي جرت عند اعلان الحرب مع ايران ،وبعد الحرب تحولت مدينة زرباطية بفعل نيران الحرب الى بقايا مدينة جراء القصف ،وتحولها الى ثكنة عسكرية ،ونقلا عن شهود عيان عن احراق البساتين وهدم المنازل من قبل فلول النظام السابق فتحولت مدينة زرباطية الى مدينة اشباح خالية من السكان ،وعند انتهاء الحرب ،بقيت زرباطية مهجورة من اهلها ،وحول اسمها الذي يعني (اناء الذهب)الى مدينة الذهب الاسود وشغلت المنطقة عوائل البدو وبعض عوائل القرى المحيطة بها واستولو على اراضيها،مستغلين عدم تمكن اهلها من العودة في ظل تلك الظروف،ولكن عند سقوط الصنم دأب اهلها المتمسكين بارضهم بالمطالبات المستمرة باعادة احياءها وقد تمكنو من اعادة اسمها الاصلي وبتشكيل اول مجلس بلدي فيها في ظروف صعبة للغاية وتشكيل كافة الفروع الادارية واعادة الحياة اليها مرة اخرى،ولكن المشكلة التي تواجهم في عدم توجه المستثمرين اليها هو وجود الالاف من الالغام التي خلفها الحرب،كذلك قيام حكومة ايران بقطع المياه القادمة من اراضيها والتي كانت تروي مساحات شاسعة من الاراضي الزراعية والبساتين،ورغم مرور تسع سنوات من سقوط النظام المقبور الا ان الحكومة المركزية وحتى مجلس المحافظة لم تقم بواجبها اتجاه هذه المدينة لتعيد للمدينة رونقها وجمالها وتعيد خضرتها لترجع بخيرها الذي كانت معظم مدن العراق،لكن مااستوقفني من اهل هذه المدينة الطيبون،انهم في كل عام يحتفلون باعياد نوروز على بقايا مدينتهم ونخيلها المذبوح واراضي قتلها العطش،وقد دعوني في هذا العام لمشاركتهم فرأيت بعض العوائل وقد فرشت في بقايا باحة منازلهم، وكأنهم في قصور من قصص الف ليلة وليلة،في منازل طينية قد استوت مع الارض ،وهم يتحدثون عن ادق التفاصيل في ازقة مدينتهم وكيف كانوا يلعبون هنا ويركضون هناك ،كنت اتمنى ان يكون برفقتنا احد اصحاب القرار من الحكومة ليشعر بشوق اهل هذه المدينة العراقية للعودة واحيائها من جديد ،ليبادر بتنفيذ مطاليبهم وتطويرها لتكون مدينة زاخرة بخيرها واهلها لتعود بالمنفعة للجميع ،بدلا من اطلاق رصاصة الرحمة عليها، فلمصلحة من ترك زرباطية اطلال مدينة وبوسع الدولة فعل الكثير مع ميزانية انفجارية لم يعهدها البلاد ،والى متى ستظل هكذا،وليعلم من تحمل مسؤولية البلاد والعباد انه سيأتي يوما ويقال لهم (وقفوهم انهم مسؤولون)؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو جعفر
2012-04-11
اخي الكاتب العزيز قضاء بدرة وناحية زرباطية من اجمل المناطق في العراق عموما وفي واسط بالخصوص ويمكن ان تكون من اجمل المناطق السياحية لوكان هناك اهتمام بها ولكن ومع شديد الاسف نجدها مناطق مهملة رغم الخيرات الكثيرة التي تحتويها ارضها ومازالت مخلفات الحرب من الالغام موجودة وتحتاج الى معالجة شكرا على مقالتك.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك