المقالات

تــسع تـسـعـات


                                           بسم الله الرحمن الرحيم

تسع سنوات مرت على ليلة التاسع من نيسان التي اقـُتلعت فيها جذور الدكتاتورية والاجرام تاركة خلفها ثقوب عميقة في تربة المجتمع تلك الثقوب التي صارت ممرا للكائنات المضرة التي جاءت تقتات على ما تبقى من عراقنا .

تسع تسعات عشناها بكل التفاصيل المر فيها قبل الحلو والحزن فيها قبل الفرح والغصة قبل الابتسامة والفوضى قبل النظام واللامنطق قبل المنطق و الباطل قبل الحق والاخير فيها قبل الاول .

ولطالما نضدنا ما نعيشه من يوميات وما تتخللها من مفارقات في سطور ما يدعى المقالات فعذرا لاهل الادب والنثر من سطورنا الفقيرة التي لم تجد مسمى تنظوي خلفه سوى هذا المسمى الكبير التي يتصاغر فيه ادائنا ولما كان هذا شغلنا الشاغل خلال التسع تسعات بات من اللاجدوى ان نكرر ما نعرفه عن احداثها غير اننا نرغب ونحن على اعتاب التسعة التاسعة ان ننظر الى ما كسبناه من تلك الفترة من واقع ايمان من ان لكل بلاء نعمة تحيط به وعلى هذا الاساس نجد:

1- التسع تسعات وسعت افاقنا لتقبل كل شيء ولم يعد هناك مستحيل فالمجرم هو سيد   الموقف والمحروم ليس له الا الاستزادة من بئر الحرمان والموت حق والتفخيخ حظوظ والمنهوب له الله وبهذا لم يعد يصدمنا شيء وهذه رياضة عقلية وروحية لا تـُمتلك بسهولة .

2- التسع تسعات بينت ان ليس كل ما يلمع ذهب وان اصحاب المصطلحات المنمقة لاتعكس بالضرورة قلبا انسانيا وعقلا يحسن التصرف وهذا ما تلمسته في التسعة الثانية حينما رأيت ان التنازلات لا تحدث الا بشروط وعلى حساب دمائنا .

3- التسع تسعات شهدت حرية في التعبير عن المذهب وحرية عشق للمعشوق الاكبر أمير المؤمنين واولاده المعصومين عليهم وهذه النقطة فقط كفيلة في التئام اصعب الجروح .

4- التسع تسعات شهدت ان الدوام لله عز وجل وان الاشياء تتغير واولها النفس البشرية وكثير ما لاحظنا كم من أُبتلي بتغيير ذاته بعلمه او بعدم علم مما اتاح لنا الفرصة ان نجعل انفسنا تحت المجهر من قبل ان تُبتلى بما يخسرها الدنيا والاخرة .

5- التسع تسعات ازالت اقنعة النفاق فلم يبقى من الوجوه الا حقيقتها وصارت الحقيقة بجمالها او بقبحها جارية على السنة الناس  وال الامر الى ان ان لم تستح فاصنع ما شئت وبهذا لا تتعب عقلك كثيرا في كشف المقابل .

6- التسع تسعات قدمت لنا حقيقة من ان اراقة الدماء هي الاقسى فالموت في الشوراع وتبتير الاطراف وخاصة للشباب يجعلك تعزف طلب الدنيا .

7- التسع تسعات اوصلتنا الى قناعة  بان ما لم تحله التسعة الاولى من مشاكل وخاصة الخدمات لن تحله التسع التاسعة بعد المئة ! وعليه لا تنتظر .

8- التسع التسعات اظهرت اصحاب المعادن الطيبة الذين مرت عليهم مصائب التسع تسعات وقبلها من ويلات فلم تزدها الا ايمانا فهؤلاء هم مصدر قوة لليائس والمتعب.

9- التسع تسعات شهدت ذلة البعثي ونقصد به بعثي المجتمع لا بعثي السياسة الذي يغطي صلفه وعنجهيته على فشله والا فبعثي المجتمع لم يتحمل ان يكون عاديا فلجىء اما ان يتقوقع مع اقرانه أو ان ينسحب او ان يهرب الى الخارج بعد يأس او ان يستمر في جهاده ضد ابناء بلده والاخير هو ما ينغص علينا فرحة التسعات

تسع نقاط هي غيض من فيض التسعات التسع ننشرها في يوم التاسع من نيسان املين ان تكون هذه السنة سنة الفرج الالهي علينا وحلول ربيع الامة الحقيقي الموعود على يد حفيد حبيبه (ص) وان لم تتشرف هذه السنة بالامر فأقلها نأمل ان لا تشهد التسعة التاسعة اراقة قطرة دم واحد لعراقي وان لا ينكسر قلب ام وان لاتحزن زوجة وان لا يبكي طفلة حسرة .

واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد واله الغر الميامين وسلم تسليما كثيرا .

اختكم المهندسة بغداد

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك