المقالات

الهاشمي لن يعود.. وهذا ما أرادته دولة القانون


حيدر عباس النداوي

انتهت قضية الهاشمي منذ الساعة التي غادر بها اربيل باتجاه الدول الخليجية مثل غيرها من القضايا السابقة كقضية محمد الدايني وعبد الناصر الجنابي وحارث الضاري وايهم السامرائي وفلاح السوداني وغيرها من القضايا التي طوتها الذاكرة وبقيت نارها تستعر تحت الرماد ".وبسفر الهاشمي تكون الحكومة العراقية قد حققت مبتغاها وتخلصت من مشكلة كبيرة لان بقاء الهاشمي يمثل تحديا صارخا لها وتكذيبا لدعوى تورطه هو وحمايته بعمليات ارهابية كما ان محاكمته مسألة شبه مستحيلة والا لما اقدمت الحكومة العراقية على تسهيل سفره الى اربيل مع نائب الرئيس المفدى خضير الخزاعي ولكانت قد باشرت بإجراءات إلقاء القبض وتوجيه التهم اليه واصدار الحكم الذي يستحقه".ولا يمكن لاي عاقل ان يعتبر ان خروج الهاشمي من العراق كان بسبب تمرد الكرد ورفضهم تسليمه الى الحكومة الاتحادية لان الهاشمي سافر من بغداد وعن طريق مطار بغداد الذي دخل منه مشعان الجبوري ونال براءته وكذلك من الطريق ذاته الذي هرب منه محمد الدايني حتى استقر به المقام في ماليزيا وكان بإمكان الحكومة العراقية ان تمنعه من السفر لانها دولة ولها علم وسلطة على الاجواء والمطارات ولم يسافر الهاشمي عن طريق مطار هيثرو او مطارات دبي او مطار ايلات في تل ابيب بل سافر في وضح النهار من المطارات العراقية والاجواء العراقية...وما حدث ابتدءا ان الحكومة العراقية منعته من السفر وتأخر الرجل اكثر من ساعة في قاعة مطار بغداد وبشهادة عدول الا ان الحكومة رأت ان سفر الهاشمي بمفرده امر غير لائق ويبعث على الشك فانتخت بالخزاعي وهو ابو النخوة فرافق النائب الهاشمي لغرض اجراء لقاء رسمي مع رئيس الجمهورية والتباحث في شؤون الدولة ولما انتهى التباحث عاد الخزاعي وبقي الهاشمي ضيفا عزيزا مكرما على قلب طالباني".ولم يدر بخلد السيد مسعود بارزاني ان يكون ضحية لخداع الحكومة المركزية وذكاء الرئيس طالباني بعد ان ترك الهاشمي السليمانية وتوجه الى اربيل حيث الضيافة والكرم والشيمة الكردية بعد سفر طالباني الى الخارج لغرض العلاج غير ان مسعود ضاق ذرعا بالهاشمي وبمراسلات المالكي السرية والتي تدعوه الى تهريب الهاشمي والتخلص من مشكلته".واذا كان طالباني يعتبر الهاشمي ضيفا فان بارزاني اعتبرها قضية كرامة شعب وتاريخ امة فرفض الدخول في مساومات مع الحكومة ولان بارزاني يتكلم من اعلى الجبل فقد قال الرجل كل ما كان خفيا بقضية الهاشمي ورفض تهريبه كما كانت ترغب الحكومة المركزية لانه يعتقد انه ليس [قجقجيا او مهربا] على حد تعبيره وان قضية الهاشمي تم توريطه بها".ان سفر الهاشمي امر متوقع ورجوعه امر متوقع ايضا ولا يوجد شيء مستحيل وان كان رجوعه يمثل التحدي الاكبر للهاشمي وللحكومة العراقية معا لان محاكمته تعني ان كل الابواب ستفتح على حكومة المالكي وسيجد نفسه معزولا عاجلا ام اجلا وان اغلق ملف القضية وتحت اي ذريعة سيفتح ابواب جهنم عليه لتحرقه وتحرق سنواته المتبقية".قد يكون مسعود بارزاني هو الاسعد في سفر الهاشمي لانه يعلم ان الحكومة هي من ارسلته ويعلم ان الحكومة غير قادرة على محاكمته غير انه لم يكن قادرا على تسليمه لان نخوة الكرد وشرف الضيافة تمنعه من ان يقوم بهذا الفعل حتى وان كان يعلم بعدم قدرة الحكومة على تنفيذ وعيدها".قد لا يعود الهاشمي الى بغداد او الى كردستان في الوقت الحاضر لكنه سيعود بالتاكيد في وقت ما اما بصفقة مشابهة لصفقة المطلك او بمنحه صك البراءة كما منح الى مشعان الجبوري خاصة وان الهاشمي والعراقية تعرف ان اوقات الضيق تفتح الطريق وتغلق الملفات بطرفة عين او اقرب من ذلك".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك