المقالات

من طالب محروم الى خريج عاطل /


حافظ آل بشارة

تستعد الجامعات العراقية لتخريج دورة جديدة من طلبتها في مختلف الاختصاصات العلمية والانسانية ، كأن حفل التخرج تأبين لايام الدراسة وابتداء ايام البطالة ، الجامعات العراقية تدفع الى الشارع سنويا أكثر من 180 الف خريج وخريجة ، وقد تم الغاء التعيين المركزي فلا يحصل على التعيين الحكومي منهم الا عدد قليل ، فتنشط عجلة الواسطات والرشوات ، الطالب الجامعي ينقصه التأهيل التخصصي والتأهيل الثقافي العام ، كانت الجامعات في الايام الخالية مؤسسات منها تنطلق التيارات الفكرية والحركات الثورية ، تبني الجيل تخصصيا وسياسيا واخلاقيا ، ذلك اللمعان انطفأ واعقبته حالات تخلف متراكمة ، حتى الآن لم تصرف الحكومة منحة الطالب الجامعي الشهرية التي تساعده في طعامه وملبسه ، لم تخصص اقساما داخلية بالشكل المطلوب ، لم توفر بيئة علمية ولا بيئة ثقافية داخل الكليات ، ولم يجر بشكل فعال تثقيف طلبة الجامعات في مجال الديمقراطية وحقوق الانسان ونظام الحكم الدستوري وغير ذلك ، يجب ان يتحول طلبة الجامعات الى قوة تغيير ثوري يمكن من خلالها تثقيف شعب كامل وتطهيره من رواسب الدكتاتورية والاحادية والعنف وترسيخ ثقافة الوحدة والاعتدال والاستقامة ، لا يمكن اعداد طالب جامعي محب لبلده ومعتز به اذا كان خلال دراسته يعاني من الفقر وصعوبة العيش والسكن وبعد تخرجه يعاني من البطالة ، فهو ضحية في الحالين ، تفترسه مشاعر الحرمان واليأس وهو في اخطر مرحلة من العمر ، مرحلة التفاؤل والانطلاق والنشاط وبناء المستقبل ، ملف بطالة الخريجين يضاف الى ملفات الأزمة الوطنية ، ليس معقولا ارسال هذه الالاف من الخريجين المتعلمين ليعملوا في مهن غير ماهرة كعمال بناء او خدم في المطاعم او في وحدات الجيش والشرطة كمتعاقدين ، او حمالين في سوق الجملة ، اذا كان البلد لا يحتاج الى هذه الالاف المؤلفة من الخريجين فلماذا يجري بناء كل هذه الكليات وتعيين هذه الاعداد الهائلة من الاساتذة ؟ اليس هذه نفقات عبثية ؟ هل اصبح تخريج طلبة جدد كل سنة هدفا بحد ذاته ام هو وسيلة لرفد المؤسسات الوطنية بالكادر المتخصص ؟ فيتم تحديد عدد المقبولين في الجامعات كل سنة على اساس برامج الوزارات واحتياجاتها بحيث يتم تعيين كل من يتخرج ، أما ان يجري التخريج والرمي في الشارع فهذا عبث لا مبرر له ، لماذا لا تدرس الحكومة تجارب الدول الاخرى في مجال تشغيل الخريجين ؟ لماذا ترتبط حياة الخريج بالقطاع الحكومي ويبقى تحت رحمة التعيينات وراتبها الهزيل ، لماذا لا تقوم الحكومة باحياء القطاع الخاص وزج خريجي الجامعات فيه ومساعدتهم بالمال والرعاية لتأسيس مشاريع منتجة في الزراعة والصناعة والتجارة والنقل والكهرباء والسياحة والطرق والجسور والاسكان والفنادق وغيرها ؟ هل هناك دولة نفذت خطط تنمية ناجحة عن طريق قطاع حكومي منفرد لوحده ام كانت تجارب الدول الناجحة هي عبارة عن ثورة عارمة في القطاع الخاص برقابة وحماية ورعاية الدولة ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك