المقالات

سوريا وازدواجية الموقف


( بقلم : * ــ ستار عواد الحاجي )

المتتبع لزيارات المسؤولين العراقيين لسوريا يظن أن سوريا لا تقل أهمية من الولايات المتحدة ، وهذا أن دل على شيء إنما يدل من وجود وتأثير سوري في الوضع على العراق حيث كما يقال: (لا توجد دخان من دون نار) فمنذ سقوط النظام ولحد الآن مازال العراق يود وبكل جدية إعادة العلاقات بين البلدين في الجوانب الاقتصادية السياسية لكن ثمة ازدواجية بالموقف السوري تترجمها مئات الارهابيين  الذين يتدفقون عبر حدودها المفتوحة ومئات الانتحاريين السوريين. ويبدو أن الزيارات الكثيرة لسوريا لم تجد نفعاً وحسبما يقول (أسمعت لو ناديت حياً) فبعد أن زار السيد رئيس الجمهورية دمشق وصفها المحللون بالإستراتيجية والمهمة التي من المؤمل ان تفتح صفحة جديدة بين البلدين .

وحسب تصريحات الرئيس الطالباني في مؤتمر صحفي في سوريا وصف اللقاء بأنه الأكثر صراحة وجدية وكذلك الرغبة السورية في استتباب الأمن ومساعدة الحكومة في تسليم المطلوبين وضبط الحدود فما أن عاد الرئيس طالباني واستقبلت سوريا حارث الضاري أمين عام هيئة علماء المسلمين وكان في استقباله شخصيات حكومية رسمية إذ أعلن الضاري بعد الزيارة في مقابلة صحفية لقد لمسنا من الحكومة السورية التعاون مع المقاومة وعدم تسليم المطلوبين الهاربين من الاقتتال ونار العنف. ولهذه الزيارة انتفت كل الوعود والاتفاقيات التي عقدها الرئيس طالباني وبشار الأسد وأعقبت هذه التصريحات جملة من الإنفجارات التي راح ضحيتها مئات الأبرياء والتي تشير التحقيقات الأولية الى أن المنفذين هم من السوريين الذين تسللوا عبر الحدود وهذا ما ذكره الناطق بأسم الحكومة علي الدباغ.

إذن نحن أمام موقف مزدوج ومخادع فكيف ستتعامل الحكومة العراقية مع هذا الموقف وما هي اللغة التي يجب أن تتحدث بها الحكومة مع سوريا للحد من مكرها وخداعها. الحل يكمن في محورين أساسيين الأول التعامل بالمثل مع سوريا من خلال احتضان المعارضين السوريين من اجل إرباك الوضع الداخلي في سوريا وهذا الأمر مستبعد وليس من أخلاقيات العراق الجديد لاسيما الوضع العراقي يشهد صراعات وحروب داخلية وثانياً قطع العلاقات وهذا اسلم الحلول مع دول تعطيك من طرف اللسان حلاوة وتروغ منك كما يروغ الثعلبإذ تعقد سوريا اتفاقيات رسمية مع حكومتنا وترسل في آن واحد حفنة من المتطرفين لقتل أبنائنا مع كل هذه الصورة المزدوجة بالموقف السوري والعرب عموماً يناشد وزير الداخلية ويطلب من تلك الدول أن تسعف جرحى الشرطة الذين يتعرضون للإصابة بالمفخخات التي ترسلها تلك الدول.

متى يستوعب الساسة العراقيون ذلك ومتى يتخذون قرارات حاسمة بشأن دول تصدير الإرهاب ومتى تنوي الحكومة استبدال العلاقات العربية والاقلمية بعلاقات مع الاتحاد الأوربي الذي نرى فيه رغبة جدية من اجل استقرار العراق فعلى الحكومة إعادة النظر في مثل هذه العلاقات والعمل بحزم مع هذه الدول وتبتعد عن المجاملات السياسية التي يدفع ثمنها الأبرياء.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ*- باحث تجمع عراق المستقبل

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك