المقالات

بيوت الله وأبرهة الأشرم


بقلم الأستاذ: عبد العزيز حسن آل زايد

تهكمات فاضحة نالت من الوطن، فالتعدي على الجزء تعدٍ على الكل ألسنا جسداً واحداً؟!، (أوطان) لا تريد للأوطان أن تنعم بالعيش الرغيد، فتعديها يُقطع البلاد بمشارط الأحقاد، الكراهية داء يفتتنا والصمت يزيد الورم، وهل بلغنا سنام العصمة لنرشق الغير بالحجارة وبيوتنا من زجاج؟!

الكعكة المقطعة سهلٌ مضغها وابتلاعها، وقانون التفريق من أجل السيادة واضح، انشغالنا في الداخل يجعل ضربة الخارج موجعة وموفقة، (أوطان) تهجمت بعباءة سلفية على مذهب إسماعيلي وأفرغت ما في جعبتها، وردة الفعل ستكون بالمثل إن لم تكن أعظم، وهكذا تشتعل الحروب فهل الاختلافُ مسوغ للحرب أم للسلام؟!

أخطاء المناوئين كثيرة وإغراق العالم بالعيوب سهل، إلا أن الظلام سيكون حاكماً وإن كانت الشمس مشرقة، إلى متى التناحر؟! والعدو يتسلل في وضح النهار دون ممانعة، ثقافة اليهود تغذي روح الشقاق، والأوس والخزرج معادلة قيمة ضرب لنا الرسول مثله البارع في حل نزعتها الجاهلية، الأخوة حل سحري في رسالة الإسلام، فمتى سنعيش المحبة والإخاء؟!

يغرس البعض احقاده في القلب ولا غرابة أن تكون للكراهية شجرة ثمارها الحنظل والزقوم، بل ستحرك الأحقاد معاولها لتهدم بيوت الله كما في (مدينة الخبر)، والتبرير أتفه من أن يذكر، ضرب لنا القرآن مثلا: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى* عَبْدًا إِذَا صَلَّى)؟!، لا حاجة لإمضاء الملوك ومَلك الملوك مالك كل شيء وخالقه، أولم تكن الأرض مسجداً وطهوراً، إذاً لا حاجة لنا بالترخيص؛ فالرخصة من محمد (صلى الله عليه وآله) أنفذ وأعظم !!

الألوان والمذاهب تمزق الأمة، هذا زيدي، وهذا حنفي، وهذا إسماعيلي، وهذا حنبلي، وهذا اثنا عشري، وهذا شافعي، كلكم لآدم وآدم من تراب والمعيار التقوى، لا يعرف من في الجنة إلا الله؛ فلماذا يُبغَض شخصٌ من أهل الجنة قد يكون؟!

المساجد بيوت الله ولا يملكها أحد (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا)، فلا يحق لطائفة أن تحتكر بيوت الله لنفسها فهي معابد لله وحده دون شريك، ولا حق لأحد أن يمنع الصلاة فيها (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا)، فهل يعقل أن نشاهد المعاول تهدم بيوت الله وتخربها نهاراً جهاراً من غير شجب ولا استنكار؟!

لو كان المسجد المهدوم كنيسة للمسيحيين لقامت القيامة ولم تقعد بل لا يجرأ احدٌ أن يهدمها، وإلا فإن ثائرة النصارى ستكون قاتلة، أولم نشهد ثائرة البوذيين في تماثيل بوذا؟!، فما بال أمة الإسلام لا تغار على حرمات الله، وهل بعد حرمة المساجد من حرمة؟!

ها قد عاد أبرهة الأشرم من جديد يجر معاوله لهدم بيوت الله، ألا أن لكل بيت رب وهذه بيوتك يا الله فاحمها،  كما أجبت لعبد المطلب دعوته أرنا سطوتك، أين اللعنة الغاضبة من أزلام الشيطان؟!، أين طيور السماء المرسلة بالرجم المقيت؟!،  متى ستمطر حجارة العذاب على أصحاب الفيل؟! إن الله يمهل ولا يهمل أليس الصبح بقريب ؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك