المقالات

في 11 دقيقة.. مشعان أسقط ورقة التوت!!


أحمد عبد راضي

من يتحدث عن العراق الجديد، وعن أجواء الديمقراطية وفسحة الحرية التي يتمتع بها العراقيون منذ تسع سنين خلن، لابد له من الوقوف عند مبدأ الفصل بين السلطات الذي يشكل الربح الأكبر من مجموعة الأرباح الكثيرة التي حصل عليها العراقيين بعد أن غادرتهم الديكتاتورية وحلت محلها مبادئ جديدة كانت صبغتها الحقيقية توحي بأن العهد الجديد هو عهد الحقوق والواجبات ووضع الأشياء في محلها.لا شك أن الفصل بين السلطات من المبادئ المهمة التي يجب الدفاع عنها وترسيخها بغية عدم الالتفاف عليها لاحقا والعودة الى تسييس القضاء او عسكرته، وبالتالي العودة الى حقبة مظلمة لا يريد أحد العودة اليها من جديد.إن الحديث عن تسييس القضاء وجعله أداة طيعة بيد السلطة التنفيذية مؤلم وفيه الكثير من الحرج، لكن الوقائع وما يدور في الساحة السياسية في البلاد تؤكد وبما لا يقبل الشك أن القضاء العراقي لم يعد منفصلا ولا بعيدا عن متناول المتنفذين في هرم الدولة، ولعل الكلام عن إطلاق سراح إرهابيين تونسيين وليبيين بات بحكم المنتهي، وهي مسألة وقت لا أكثر، فالصفقة عقدت قبل القمة وستجني ثمارها خلال الأيام القليلة القادمة. الصفقة عنوانها إطلاق سراح إرهابيين ولغوا بدماء العراقيين وقتلوا وذبحوا وعاثوا في الأرض فسادا، مقابل حضورنا القمة واعترافنا بالعراق!، هؤلاء المجرمون سيطلق سراحهم قريبا لأن قضاءنا غير مستقل، ولأن مبدأ الفصل بين السلطات أصبح (اكسباير) سيؤدي الى مضاعفات جانبية في حال استخدامه مرة أخرى. وما تبرئة مشعان الجبوري من التهم الموجهة اليه في أقل من إحدى عشرة دقيقة إلا دليل فاضح على عدم نزاهة القضاء، او خضوعه للابتزاز او تواطئه.. وفي جميع الأحوال فإن الدقائق الإحدى عشرة كانت كفيلة بإسقاط جميع التهم ورفع الحجز عن ممتلكات مشعان وإطلاق سراحه بكفالة، ولن نأتي بجديد إن قلنا إن هذه العملية كانت صفقة كغيرها من الصفقات التي مرت على أنوف العراقيين دون أن يستطيعوا أن يحركوا ساكنا أو ينبسوا ببنت شفة. ولن نكون صادقين إن اعتقدنا ولو للحظة أن إطلاق سراح مشعان جاء وفقا للتحقيقات والإجراءات القانونية والرسمية.صفقات وصفقات تعقد كل يوم بمرأى ومسمع من القضاء، دماء طاهرة سفكت وتضحيات كبيرة قدمها أبناء العراق كلها ستذهب أدراج الرياح إذا عدنا لمربعنا الأول وسيتردى حالنا من السيئ الى الأسوأ.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك