المقالات

قطر…و شباك الطائفية !


سعيد البدري

يبدو ان العزف الخليجي على وتر اللعبة العراقية بدا يؤتي ثماره بمساعدة العراقيين انفسهم فبين ليلة وضحاها باتت قطر لاعبا اساسيا وفوق العادة في المنطقة فبعد تمكنها من استغلال الاجواء وتجييرها لصالح مشروعها الذي بات مكشوفا ومعروفا في شمال افريقيا واليمن وشراكتها مع اطراف دولية اتجهت لتقوم بالدور ذاته في لبنان وفلسطين وسوريا فضلا عن دور تريد ان تؤكده بحضورها في المشهد العراقي بوصفها اللاعب رقم واحد في المنظومة العربية بعد تقهقر الدور المصري وتراجعه الى ادنى مستوىفضلا عن انحسار الدور السعودي نسبيا وليس غريبا ان نرى تنامي هذا الدور بعد سلسلة مبادرات وحروب وتمويل في هذه الدول مع دعم وتفويض امريكي اوربي وحتى صهيوني للاستمرار بتنفيذ مخطط جديد ضمن مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي تشير تفاصيله الى اعادة رسم حدود وسياسات هذه البقعة الملتهبة من العالم هذا باختصار ما يمكن ان نتحدث عنه في الشان العربي العام اما فيما يخص الشان العراقي فقد اوضح خطاب حكومة قطر بعيد انتهاء قمة بغداد انها عازمة على تقمص الدور وتنفيذ ما خططت له وهو اعادة المعادلات الطائفية الى العراق او ايجاد دور محوري سني بدعم عربي تركي وكردي ان اقتضى الامر قبالة الشيعة او هكذا يعبر حكام قطر عن الامر بصراحة متناهية وليس سرا ان الضربة التي تلقاها بعض من يمثل سياسة الخليجيين في العراق تحديدا بعد فضيحة الهاشمي التي دعت عموم حكومات الخليج وقطر تحديدا الى الاسراع برسم استراتيجية جديدة للتعامل مع الاوضاع في العراق واجهاض مشروعه على المدى المنظور مع اعترافهم بخطورة تنفيذ بعض التفاصيل لتكتمل خيوط اللعبة القطرية وهذا ليس تعظيما لدور قطر ذات الامكانات البشرية المحدودة لكن المال القطري هو سيد الموقف وهو كفيل بتحقيق المراد ان لم يتم التعامل معه بحكمة وحزم ان خطابات ال ثاني وتبجحهم بحماية السنة في العراق من التهميش وكذلك مغادرة الهاشمي المطلوب للقضاء العراقي الى الدوحة تؤكد ان هذا الدور البغيض عائد للانتعاش من خلال تاجيج الازمات كما انه استهتار بكل ماعمل العراق على تحقيقه للعرب وهذا يحتاج من حكومة بغداد وشركاءها السياسيين من داخل وخارج الحكومة الى رص صفوفهم وانهاء خلافاتهم وغلق الباب امام عملية الاستقواء بالخارج واللجوء الى اطراف غير عراقية في حل الخلافات وليس بعيدا عنا ما عاشته لبنان وما افضت اليه اتفاقات الطائف في وقت سابق والتي انتهت بتضعيف لبنان و خلق كيان هش يعاني فيه الجميع من التناحر وغياب وحدة الموقف داخليا وخارجيا ان الرسالة التي يجب ان توجه الى قطر هي ضرورة الالتزام بحدود العمل الديبلوماسي وعلاقات الاخوة سياسة عدم التدخل وعلى حكومة العراق ان تكون اكثر وعيا وجدية في التعامل مع مشاكلها الداخلية لتغلق الباب بوجه التدخلات كما ان على طرفي النزاع القائمة العراقية ودولة القانون وبقية الشركاء الالتفات الى الدستور وعدم القفز عليه لانه الوثيقة الوحيدة التي ينبغي تحكيمها والعمل بمحتواها للسير باتجاه الحل ولن يكون هذا كافيا مالم تنهى الخلافات وتبنى الجبهة الداخلية بشكل قوي قادر على التصدي والوقوف بوجه التدخلات الخارجية الدولية وان شئت فقل التدخلات القطرية!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
أحمد الناجي
2012-04-05
السلام عليكم سؤل واحد رجاء كيف وصل حاكم قطر للسلطة ؟ الجواب جاء من خلال إنقلاب عسكري ضد أبيه لذلك يكره الدول الديمقراطية لأنه لايؤمن بها أخوكم أحمد الناجي
عبد التميمي
2012-04-05
اخي البدري قطر لاشيء يالنسبه لعراق الحضارات لكن الذي خرب البلد هم السياسيون انفسهم لقد جعلو منا اضحوكه والزعيم الاوحد المالكي يقول انه على علم بتورط الهاشمي بالارهاب منذ 3 سنين ! فلماذا السكوت وعند الاعلان عن فضيحته طار الي شمال الوطن ولم يقدر المالكي من جلبه ولم يستطع من تجريده من صفته كنائب رئيس جمهوريه وحطت طائره النائب المحترم في اجواء قطر والسعوديه وتم استقباله استقبال الابطال يا حسرتا على العراق اليس فيه رجل رشيد يقوده ويعيد اليه هيبته المفقوده
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك