المقالات

قمة... النجاح


جواد العطار

انتهت قمة العرب في بغداد باعلان بيان ختامي مقتضب تضمن تسعة بنود في سابقة لم تشهدها القمم العربية الماضية .. واذا كانت تلك البنود ومقررات القمة؛ مع الاقتضاب؛ دون مستوى طموح وتطلعات الشعوب العربية ليس لانها جاءت عامة وشاملة وسط غياب واضح لآلية تضمن تطبيق بنود الاعلان الختامي فحسب او لجان تنبثق عن القمة تتولى مسؤولية وضع قرارات القادة والزعماء موضع التنفيذ؛ بل لانها ناقشت ايضا قضايا وملفات ساخنة واهملت اخرى لا تقل سخونة .. فقد كالت بمكيال الاهتمام للملف السوري مثلا والغياب والتغييب للملفين؛ اليمني الذي ما زال يعاني تلكؤا واضحا في تطبيق المبادرة الخليجية وقضية الشعب البحريني التي غيبت معاناته تماما عن طاولة النقاش .. ان كل ما يتعلق بالقمة من تحضيرات ومستوى التمثيل والنقاشات والجلسة المفتوحة والمغلقة وحديث الكواليس والبيان الختامي ؛ اصبح في ذمة تأريخ القمم العربية الذي اضيفت الى ارشيفه صفحة قمة بغداد الثالثة والعشرين . واذا كانت القمة قد اسدلت ستارها بالنسبة لجميع الدول المشاركة فيها ، فانها ليست كذلك بالنسبة للعراق الذي تسلم رئاسة القمة من ليبيا التي عقدت فيها آخر قمة عام 2010 .. والرئاسة الدورية للقمة تعني مسؤولية مضاعفة تتمثل في تفعيل العمل العربي المشترك وادارة ملفاته والتنسيق مع الجامعة العربية والمنظمات الاقليمية والدولية في مواجهة التحديات ، مما يهيأ للعراق فعلا فرصة حقيقية للاندماج بمحيطه العربي وتحقيق الهدف والغاية من عقد القمة ببغداد والتي لا تعني؛ باية حال من الاحوال؛ مثلما يعتقد البعض تلك الساعات المعدودة التي عقدت فيها .ان نشوة نجاح القمة من الناحية البروتوكولية والامنية رغم المؤاخذات الكثيرة على اجراءات الاخيرة؛ والمقدرة العالية في التنظيم .. يجب ان لا تطغى على متطلبات نجاح السياسة الخارجية التي ترتكز دائما على وضع داخلي مستقر تسوده لغة الحوار البناء والتفاهم بين مكوناته وتوسيع قاعدة المشاركة والاتفاق في مواجهة المشاكل والتحديات .. وهو ما ننتظره من اللقاء الوطني المرتقب بين الكتل السياسية ليس لانه استحقاق داخلي ملح بل لانه اصبح استحقاقا خارجيا كفيل باخراج مقررات القمة العربية من ذمة التأريخ الى ساحة التطبيق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك