المقالات

القمة العربية وبوصلة التغيير الايجابي


عبد الكريم ابراهيم

قد تكون قمة بغداد هي الاكثر تكلفة من الناحية المادية عن غيرها من القمم السابقة ، لتفاني العراقيين على انحاجها في ظل ظروف استثائية لا يراد لها ان تعكر صفو الاجواء ،حيث تعد اكبر تجمع عربي تحتضنه بغداد بعد التغيير عام 2003. ولكن ،هل حصد العراق ما كان يأمله من اخوة الدم الواحد؟ سؤال يهم السياسي والمواطن البسيط معا . يرى بعض المراقيبن للشأن العربي ان بعض التصورات لدى العرب عما يجري في العراق بعد سقوط النظام البائد ،جاءت عن قناعات ذات طبيعة تحمل نفسا طائفيا وبعيدة عن السياسة و من الصعوبة تغيير تلك القناعات في ظرف يوم واحد من اللقاء والمحادثات الاخوية ،ورغم ادرك بعض السياسيين العراقيين لهذه الحقيقة فانهم سارعوا في الحراك نحو وحدة موقف عربي حول بعض قضاياه المصيرية، وهذا قد يحتاج الى تقديم بعض التنازلات التي توصف بانها نوع من المرونة التي لابد منها في سبيل غاية اخرى يسعى لها العراق وهي اقناع العرب بضرورة قبول الحالة العراقية بكل تغيراتها وتعامل معها على انها فرض واقع . في المقابل لابد للعراق البلد الحاضن للقمة من أداء نوع من الديناميكية وارسال رسائل اطمئنان بان العراق جزء هام من محيطه العربي وان التغييرات التي حصلت فيه ما هي الا ظروف خادمة للمنظومة العربية في ظل وجود نظام ديمقراطي تعددي لايشكل خطرا على جيرانه . العراقيون مقتنعون بضرورة الحراك العربي الذي يخدم الجميع وفي المقدمة بلدهم الذي يعيش حالة ابعاد قسري نتيجة لمخاوف الاشقاء ومحاولة البعض دعم فئة معينة على حساب الاخرى لايمانهم بان الاخيرة هي صوتهم في عدم انحراف العراق نحو وجهة معينة يعيش معها المحيط العربي والخليجي بخصوص في حالة تجاذب لايمكن ان تستقر لاختلاف الرؤى المذهبية والقومية والسيادية. الصعوبة تكمن هنا في مقدرة العراق في التوفيق بين غايتين اشبه ما تكونان متناقضتين لدرجة التخاصم ، ولكن في عالم السياسة الذي تحركه المصالح المشتركة ،كل شيء ممكن ،وهو لايعني تقديم تنازلات جوهرية بقدر ما هي خلق عملية توازن بين كفتي المعادلة العربية وجيرانها في ضوء الثوابت الدولية منها عدم التدخل في الشأن الداخلي وتقارب ايجابي في القضايا المصيرية كفلسطين والموقف من اسرائيل . تحركات العراق على الصعيد العربي جاءت بنتائج ملموسة لعل حضور امير دولة الكويت والاعتذار التونسي خير دليل على نجاح العراق في توضيح الصورة التي كانت قاتمة الى حد بعيد عند الكثير من الاخوة العرب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك