المقالات

بعد فوات الاوان عرفت .........


سامي جواد كاظم

طفولتي قبل الاربع سنوات قد لا اتذكرها ولكن الاهل يتحدثون في بعض الاحيان عن تلك الذكريات واما ما بعد الخامسة من عمري فاني اتذكر تصرفاتي واقواليكنت كثيرا ما اتمرد على ابي وفي بعض الاحيان اواجه الحزم فازداد كرها له اتذكر انه اشترى لي بدلة لطيفة فاخرة ولاني احب التمرد فقد رفضتها وطلبت غيرها مشابهة لبدلة صديقي وحاول والدي ان يقنعني فلم اقتنع فرضخ لطلبي واستبدل البدلة حسب ما اردت وماهو الا شهر حتى تمزقت البدلة ، كثيرا ما يتابع تصرفاتي مع اصدقائي فينصحني مرة ويوبخني مرة اخرى .يتشدد في اعطائي مصروفي يحاول ان يغريني بالجوائز اذا ما نجحت بامتياز في المدرسة كنت لا ابالي ، يطلب مني كثيرا تقسيم وقتي وكان يقول لي مرارا انا امنحك خبرة التجارب التي مارستها في حياتي اي انه يعطني الثمرة كي اتجنب العثرة وبالرغم من ذلك كنت لا ابالي وكثيرا ما الجأ الى امي لتلبية طلباتي وقد تبدي بعض الممانعة الا انها تحقق لي ما اريد فيعلم ابي بذلك فيعاتب امي كثيرا ويقول لها انك ستفسدين تربية الولد وكنت ازداد حنقا على ابي مع وصولي الى مرحلة الرابع اعدادي وبدا ابي يعاملني كرجل يحاول ان يجعلني صديق له ولكني كنت اتهرب منه ولا اتحمل الجلوس معه وذلك كما يسمى طيش الشباب كنت بشق الانفس احصل على موافقته اذا اردت السفر مع اصدقائي ، ايام يسهر والدي خارج البيت فكنت اشعر بالحرية وارى امي على الباب تنتظره وانا لا ابالي وعندما اسال امي اين ابي؟ تقول لي يعمل لكي ياتينا بالطعام والملبس، كنت اسمع الجواب من غير ان اتاثر فيه ، ودخلت الجامعة وبدات الشدة التي لاقيتها من ابي في مرحلة السادس اعدادي وكان يكرر علي دائما الان ستحدد مستقبلك اقرا انجح بمعدل يؤهلك لدخول الطب او الهندسة كنت لا ابالي لهذه النصيحة ، ولدي اذا اردت ان تكون انسان ناجح امامك هذين الشهرين قبل الامتحانات اقرأ وانا اوفر لك ما تريد مهما كان ، قلت له اريد سيارة ، اجابني نعم ساعمل المستحيل لافي لك بهذا الوعد اريدك ان تقرأ حتى تكون ناجح ، كان اذا يمازحني كنت اصطنع الضحكة لكي اجامله بالرغم من ان غايته كانت يريدني ان اشعر بالسعادة واذا ما راني مهموم فانه لا يسالني عن سبب همي ولكن امي هي التي تقلق وكنت اتخذ موقفا سلبيا من ابي واتهمه انه لا يهتم بي ومرت الايام ومرض ابي مرضا صعب العلاج ولم احقق له طموحه بالنجاح في الاعدادية بمعدل يؤهلني الدخول الى الكلية التي كان يتمناها وازدادت مصاريف العلاج وكان لا يكلفني باي شيء وبالرغم من هذه المحنة كنت لا افكر بعواقب فقدان الاب على عكس امي التي قلقت عليه اشد القلق وكانها هي المريضة فعاتبتها على اهمالها صحتها والاهتمام بابي فتالمت كثيرا مني واخذتني جانبا عندما نام ابي وقالت لي انت لماذا هكذا قاسي على ابيك ؟لم يلبي لي طلباتي وانت تلبين لي طلباتي ...وهل كنت البي طلباتك من جيبي الخاص ؟ وهل كنت البي طلباتك من غير علمه ؟ وهل تعلم انه هو من يطلب مني ان البي طلباتك ؟وقفت مذهولا لا اجد جوابا والان لو لا سمح الله فقدنا ابيك فهل لنا غير راتبه التقاعدي للعيش وستكون انت المسؤول ماذا اعددت لهذه الحالة ؟ هل كليتك المتواضعة ستضمن لك العمل المناسب ؟ ام ان لديك مؤهلات تستطيع العمل وتكسب لقمة عيشك ؟ لاهذا ولاذاك والان تخيل الامر بوعي وتركيز ..وازيدك علما ان مبلغ سعر السيارة كان قد جهزه ابوك ولانك لم تف بوعدك فاقترح ان يكون المبلغ لزواجك .انهمرت دموعي وكل الليل وانا افكر ولم تغمض عيني دقيقة هل حقا كان هكذا ابي ؟ كما انا ظالم ...لقد ظلمته كثيرا ....غدا ساعوض ما فاتني ومع اذان الفجر سمعت صياح امي لقد توفى ابي كيف لي التعويض ؟؟؟نصيحتي لا تكونوا مثلي لا يوجد اب في الدنيا يفكر باذية ابنه

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
النجفي
2012-04-02
الا اهل العراق الى الان لم يدركوا فداحة خسارتهم بفقدهم ابيهم شهيد المحراب (قدس) واضيعتنا بعدك يا ابا صادق .
المهندسة بغداد
2012-04-01
مقالة مؤثرة وان ما نقله الكاتب يتكرر كثيرا في عوائلنا خاصة مع الشباب . ان الموت لا يقطع الطريق ابدا للتواصل مع الاعزاء بل بالعكس فربما لم يكن الوالد يحتاج وقفتكم بجانبه في الدنيا كما يحتاجها الان وهو في ذاك اللحد الضيق ينتظر من يتذكره ااهداء سورة ياسين يوميا له او قراءة الختمة من لسان الولد واي عمل صالح يهيدي بثوابه سيكون نورا في ذلك القبرالموحش ففي الدنيا ان لم يراعي مشاعرنا شخص فسيراعيها اخر اما في القبر فلا تسلية الا العمل الصالح وفقنا الله واياكم لكل خير
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك