المقالات

انتصار الدبلوماسية العراقية


علي الانصاري

تعقد في بغداد القمة العربية الثالثة والعشرين بحضور الدول الممثلة في الجامعة العربية,ويعتبر عقد القمة العربية في بغداد بعد تغيب للدور العراقي في المحيط العربي لأكثر من واحد وعشرين عاما هي الفترة التي اعقبت غزو النظام الصدامي المجرم للدولة الشقيقة الكويت .ان غزو الكويت واحد من اسوأ ماسيكتب عنه التاريخ المعاصر وهي جريمة نكراء قام بها نظام مستبد كان للدول الاعضاء في الجامعة العربية دور اساسي في التغطية على جرائمه التي استخدمها ضد الشعب العراقي المظلوم,وانكسرت جرّت الظلم على رأس انظمة تلك الدول وكانت الضحية دولة وشعب الكويت الشقيق ولم يكن لأبناء وادي الرافدين اي علاقة او تأييد لما ارتكبه النظام المجرم البعثي ضد الكويت ودول المنطقة .لقد استطاعت القيادات العراقية التي تصدت للعملية السياسية بعد سقوط الطاغوت ان تعيد للعراق دوره المحوري المهم بالمنطقة الاقليمية والدولية رغم كل محاولات الاجهاض التي حاولت بعض الدول الشقيقة ممارستها لأسباب قد تكون على الاغلب طائفية إلا ان السياسيين العراقيين تجاوزوا المحنة واثبتوا للجميع نجاح الدبلوماسية العراقية في اعادة العراق الى الصف العربي والإقليمي والدولي .ان حضور ممثلي الدول العربية الى القمة في بغداد اعتراف صريح بالنظام السياسي في العراق وبداية لإعادة مياه العلاقة مع الدول العربية الشقيقة الى مجاريها بعد ان شهد العالم العربي ربيع الثورات التي قضت على الانظمة الدكتاتورية في تونس ومصر وليبيا واليمن وهي في طريقها لتصفية باقي الانظمة المستبدة الاخرى .ان احتضان العراق للقمة العربية هي بداية لبناء علاقات وديّة وسياسية واقتصادية مع دول المنطقة وهي رسالة اطمئنان على قدرة العراق لمسك زمام الامور في داخل البلد وكذلك قدرته على الانفتاح على المحيط الخارجي لترميم ما خربته سياسة النظام البائد .ان على القيادات السياسية العراقية بعد أن اثبتت جدارة وصمود امام كل التحديات التي واجهتها في مرحلة الانتقال من النظام الشمولي الى النظام الديمقراطي التعددي ان تنظر الى مصلحة العراق قبل النظر الى المصالح الفئوية او الحزبية وان تتوحد وتحل جميع الخلافات التي من شأنها عرقلة مسيرة التطور والازدهار وان تؤمن بأن العراق بلد تعددي لايحكمه إلا النظام الفدرالي الذي يضمن للجميع حق العيش وحرية التعبير عن الرأي وان تتجنب الصراعات الطائفية والقومية والعرقية وتعمل على اعادة البنى التحتية وتوفير الخدمات الاساسية للمواطن العراقي وتثقيف جماهيرها على ان صناديق الاقتراع هي الفيصل في اختيار من هو اصلح لقيادة البلاد وان تسد الطريق امام المرجفين والذين يتصيدون بماء السياسة العكر لينعم العراق بالأمن والأمان بعد كل سنين الحرمان العجاف ولتنتصر الارادة الوطنية في العراق كما انتصرت فيه الدبلوماسية الخارجية وليصبح العراق انموذجاً للأنظمة الديمقراطية الفتية التي شملها ربيع الثورات العربية وليكن انتصار العراقيين دافعاً ومحفزاً للشعوب التي لازالت ترزح تحت ظلم واستبداد انظمتها الحاكمة الجائرة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك