المقالات

لماذا أتخذ العرب النسر شعار؟!


الكاتب والأعلامي قاسم العجرش

لا تحصل اختلافات بين الناس حول الحقائق الثابتة، فالليل هو الليل عندهم جميعا، والماء هو الماء، والشمس هي الشمس عندهم كلهم، لأن سنن الكون لا تبديل لها ولا تغيير إلا بإرادة من سنها، لكنهم يختلفون حول الحقائق التي لم يبت بها بعد، فهم مازالوا مختلفين حول ساعات الفجر الأولى هل هي من الليل أم من النهار..! ويلتبس الأمر إلى حين، لكن سرعان ما ينتهي الفجر وينبلج النهار وينتهي معه الاختلاف! لأن سننهم دائمة التغيير، وبسبب تلك التغيرات الدائمة التي لا تركن في معظم الأحوال إلى أسباب حكيمة، فإن حوادث التاريخ تتدافع وترسم مصائر البشر أفرادا وشعوبا، وعادة ولغفلة منا نحسب تلك التغيرات من تقلبات الزمن وصروفه، متغابين أو متعامين عن أنها من صنع أيدينا، فحوادث القتل مثلا مع أنها قدر من الأقدار، لكن القاتل منا، وكان بالإمكان أن لا يقتل أبدا، ومعنى هذا أنه قدر صنعناه بأيدينا، ومن سرق منا لا يعقل أن يوصف عمله بأنه قدر محتوم، وإلا فأننا نحمل الخالق تنزه سبحانه وجل في علاه مسؤولية ما اقترفته أيدينا مبرئين السارق والقاتل من فعلتيهما، وهو تعسف في التفكير يقود إلى أن الشر أيضا قدر محتوم، وهو أمر لا يصدقه عاقل، فالشر صناعة آدمية بامتياز، وفي هذا الصدد يقول العلماء أن أكثر المخلوقات وحشية هو الإنسان! فقلما سمعنا أو شاهدنا حيوانا يقتل حيوان من صنفه، نعم يمكن أن تتصارع ذكور الأسود على مناطق النفوذ، وغالبا ما ينتهي صراع الأسود بانسحاب أحد طرفي الصراع يجر أذيال الخيبة! وعادة ما يكون المنسحب هو المعتدي ! وتلك حكمة وضعها الخالق برسم تفكيرنا كبشر عقلاء..! على أية حال ربما استطردت قليلا ولكني أبغي من هذا الطرح إيضاح أن الاختلاف مسألة طبيعية جدا بين البشر، بل هو حق، وأن اللا طبيعي هو أن لا نختلف! فنحن غير متشابهين في الرغائب والميول والاتجاهات والمعتقدات، وبسبب اعتقاد كل منا بأنه يمتلك مفاتيح أبواب الحقيقة وحده ينشأ الاختلاف، وحاصل الأمر أننا معبأين دوما بالاختلاف إلى حد التخمة، وما في ذلك من ضير أذا لم يتحول الاختلاف إلى خلاف، عند ذاك نتحول إلى وحوش كاسرة نتصارع ليس على مناطق النفوذ كالأسود، لكننا نتصارع على حق الوجود، فيقتل بعضا بعضا!..ومع أنه ليس القاتل دوما على خطأ، كما أنه ليس المقتول هو المظلوم دوما، لكن الحقيقة هي أن القاتل عندما نزع إلى القتل في حل مشكلاته مع الآخرين، خرج من إنسانيته ليدخل في حيوانيته، ولكي نتأكد من صدق تصورنا هذا أذهبوا إلى شعارات معظم الدول العربية المشاركة بقمتنا، وسترون أن معظمها ضم صورة لنسر بمخالب ومنقار معقوف...!كلام قبل السلام: نعم مرتكب الخطيئة يستحق العقاب..ولكن ماذا عن من أوجدها ؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قاسم العجرش
2012-03-31
شكرا لمرورك الكريم كاتبتنا الكريمة المهندسة بغداد وكأنك أضفت شيئا أتم مقالتي وعزز ما قصدته تمنياتي بأن تستمرين على رفد قرائنا بما تكتبين من جروح....
المهندسة بغداد
2012-03-29
نأمل ان تكبر زاويه (الانعقاف) اكثر لذلك النسر كي يحين موعد موته فالنسر يميز الكبير منه عن الصغير بزواية العقفة والظاهر اتخاذهم لهذا الشعار على نحو الاستعلاء والغرور والعيش على لحم الاخرين والانعزال في المعيشة كما هو حال النسر شكرا لكم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك