المقالات

قمة الحاكم .. وقمة المواطن


جواد العطار

تعمل الدول بشكل دائم في اتجاه تمتين جبهتها الداخلية بالتزامن مع انتهاج سياسة خارجية متوازنة حتى تحقق اهدافها المرسومة على الصعيدين الاقليمي والدولي .. لكن العراق اليوم ما زال يعاني مشاكل داخلية؛ تتعلق بتأجيل اللقاء الوطني واستمرار خلافات الكتل السياسية بالتزامن مع استحقاق انعقاد القمة العربية ببغداد وتوليه رئاستها الدورية ، مما يشكل اخلالا بقاعدة تحقيق الاهداف .عليه يجب الفصل تماما بين الملف الداخلي وخلافات الكتل السياسية من جهة وبين ملفي السياسة الخارجية والقمة العربية من جهة اخرى ؛ طريقا وسبيلا لانجاح رئاسة العراق للقمة وابراز ثقله الجغرافي والسكاني والموضوعي الذي يليق به ويحقق اهدافه في العودة الى محيطه العربي من خلال القمة التي رصدت لها الاموال والجهود منذ اكثر من عام ( 450 مليون دولار العام الماضي و100 مليار دينار اضافية في العام الحالي ) ، ولتؤجل بقية الملفات والقضايا الداخلية الى ما بعد القمة .. لتعالج بلغة الحوار العقلاني الهاديء . السؤال الذي يطرح نفسه ما الفائدة التي سيجنيها العراق من القمة حتى يؤجل ملفاته الداخلية .. لاجل عينيها ؟ان خلافات الكتل السياسية هي ليست مشاكل ومعاناة المواطن اليومية ، لذا فانها لا تعتبر استحقاقا يسبق القمة الا اذا ظهرت قبيل انعقادها ، والجميع يعلم ان هذه الخلافات والاختلافات تأصلت في الممارسة السياسية العراقية وهي تقترب من ربيعها السنوي الثاني . كما ان فائدة القمة لا تحتسب هنا بالقيمة المادية بل المادية والمعنوية ايضا ، فالعراق عضو في الجامعة العربية واحد مؤسسيها ويطبق فقرة تنص على تداول انعقاد القمة بين اعضائها وفقا للتسلسل الابجدي ، هذا من ناحية . من ناحية ثانية ، يمثل انعقاد القمة ورئاسة العراق لها استحقاقا تمارسه الدول في اطار العلاقات الاقليمية وحتى الدولية .. ناهيك عن رغبة العراق بتغليب لغة الحوار البناء بين الاشقاء؛ ومساعدته في الخروج من طائلة البند السابع .يضاف الى كل ذلك الجوانب المتعلقة بالتمثيل الدبلوماسي والاتجاه الايجابي على مستوى العلاقات الثنائية وعوائد الاتفاقات الاقتصادية وبالذات المتعلقة بايجاد منافذ تصديرية جديدة للنفط العراقي عبر البحر الاحمر او اعادة العمل بخط الانابيب السعودي المعطل منذ عام 1990 ، والربط الكهربائي او السكك الحديدية وغيرها مما يعود بالنفع العام والايجاب على مجمل الاوضاع السياسية والامنية والاقتصادية في البلاد ودوام استقرارها .ان اهمية قمة بغداد ليست في انها حق يعود للعراق بعد غياب دام اكثر من ثلاث سنوات .. فمنذ تحويل موعد انعقاد القمة في مؤتمر الدوحة عام 2009 من بغداد الى سرت الليبية عام 2010 .. والموضوع يشكل عائقا امام تمتين علاقات العراق مع محيطه العربي واعادتها الى ما كانت عليه او ازالة اسباب الجفاء التي طبعت توجهات اغلب الدول العربية تجاه النظام الديمقراطي في العراق . ان اهمية القمة لا تتوقف عند ذلك فقط؛ بل تنطلق الى انها اول لقاء يجمع القيادات العربية بعد الاحداث التي اجتاحت معظم الاقطار واسقطت اعتى الديكتاتوريات التي كانت تتحكم بمصائر شعوبها وشعوب المنطقة ، لذا فان تمثيلها ليس تمثيل الحكام؛ مثلما كانت باقي القمم؛ بل نزولا عند رغبة الشعوب وتطلعاتها بعد غلبة ارادتها على تعنت الحكام وسياساتهم القمعية والاستبدادية .. وهذا المردود هو المطلوب والمرجو من قمة بغداد التي ينتظر منها ان تعكس صورة مغايرة لجميع القمم العربية السابقة .. يكون فيها المواطن وتطلعاته هم القمة ومحورها .. لا العكس .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك