المقالات

ثقافة الحوار!!


احمد مختار

لا يشك احد في أن الحوار هو الطريق الأفضل لحل المشاكل الداخلية والإقليمية والدولية لكن هذا المبدأ غير فعال إذا لم توجد على الأرض معطيات كافية تقود الخصم إلى القبول بمبدأ الحوار والذي يعتمد أصلا على استعداد الطرفين لتقديم تنازلات حقيقة وهذا طبعا يعتمد بدورة على تشخيص الخصوم أو احدهما على الأقل حقيقة إن الشروط الموضوعية متوفرة للدخول في خيار التفاوض بعد الإحساس لأي سبب من الأسباب بعدم جدوى الاستمرار في مواصلة الصراع سواء بصيغة لي الأذرع أو قضم الأصابع أو الصراعات الكاملة أو حتى الضغوطات السياسية الباردة.أما الساسة الذين لا يحبذون الوصول إلى لحظة كهذه ويغضون الطرف عن الواقع فأنهم ساسه حالمون و هؤلاء اكبر بلاء وكارثة يمكن أن تصيب مجتمع وهذه بالطبع ليست دعوة للخور والضعف والانحناء للريح بل هي دعوه لقراءة متواصلة للواقع ورصد التطورات وإعادة الحسابات إذ لا معنى لخضوع السياسي للعقد والاستمرار في الركض وراء القضايا الخاسرة ولابد من وجود بدائل وخيارات بصورة متواصلة وان الدخول إلى الإنفاق المظلمة أو في الطرق المسدودة يعني الفشل الذريع للسياسي ومؤشر لقوة الخصم .على إننا نلاحظ إن بعض الساسة العراقيين لا يزالون يصرون على الاستمرار في خلق الأجواء التي تمنع الحوار ولو دعوا إلى الحوار فان الحوار عندهم هو الحضور إلى مكان الاجتماع مع قائمة من المطالب والانتظار من الآخرين أن يستجيبوا لها وفي حال عدم الاستجابة فانه يبدأ بالصراخ واتهام الآخرين بعدم المصداقية أو الهروب من الحوار ولعل هذا النمط من السلوك لا يمثل إلا نوع أخر من الاستمرار في الصراع حتى وان كان من الناحية الشكلية يسمى حوارا لافتقاره ببساطة إلى العنصر الأهم من عناصر الحوار وهو الاستعداد للاستماع للطرف الأخر والذي يتضمن الاستعداد للتنازل والأخذ والرد، إذ لا معنى لان يجلس الإنسان إلى طاولة الحوار دون القدرة على الأخذ والرد إذ يكفي بالنسبة لهذا الطرف أن يرسل مطالبه بالبريد وهذا هو إملاء وليس حوار. ومن الواضح إن الحوار ينتمي إلى عقلية ديمقراطية تمتاز أصلا بالاعتراف بالأخر وعدم دفع الخلاف للتحول إلى صراع ومنع الصراعات القائمة من التفاقم ولهذا فهو يعني البحث عن حلول وسطية، واللقاء في منتصف الطريق وألا فهو ليس بحوار وهو ما نحتاج إليه اليوم كجزء من ثقافة العراق الجديد الديمقراطي فيا حبذا أن نراه هو الذي يسود حياتنا السياسية وغير السياسية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك