المقالات

هل ستوحدهم قمة بغداد ..؟


فراس الغضبان الحمداني

انشغل العراق بكل هيئاته الدبلوماسية والسياسية الرسمية والشعبية ومنذ عامين للتحضير بانعقاد مؤتمر القمة في بغداد وظهرت اتجاهات متعددة حول هذه القمة وكأنها تعقد لأول مرة فالخلاف العربي انحصر بمسألة مكان انعقادها لمخاوفهم من الوضع الأمني في بغداد بل امتدت المخاوف لأبعد من ذلك وظهرت أيضا اتجاهات من داخل العراق بين مؤيد للقمة وبين رافض لها معتقدا بأنها غير مجدية وان الدول التي ستحضرها هي مصدر الشر للعراق والبعض الآخر أراد من القمة ورقة ابتزاز للحصول على المكاسب من المالكي أو غيره ووجهات أخرى وفي مقدمتها القاعدة كانت تراهن على تأجيل أو إلغاء القمة وكانت وسيلتها لذلك تصعيد عمليات العنف وقتل المزيد من العراقيين خوفا من النتائج التي تسفر عن القمة وأهمها على الإطلاق إضفاء المشروعية على الحكومة العراقية وعلى المشروع الديمقراطي برمته وهذا ما لا تريده القاعدة ولا تقر به فلول النظام المقبور وآخرون يشعرون بالضرر لإعادة تأهيل العراق وانتزاع دوره الإقليمي والدولي .

بين هذا وذاك لابد من الإقرار والاعتراف بان العراق وقيادة حكومته قد نجحوا باحتواء كل الاتجاهات ونجحت دبلوماسية الخارجية العراقية الناعمة والهادفة لاستضافة القمة وإنجاحها وتجاهلت كل الاستفزازات السياسية والدبلوماسية والعمليات الإرهابية وتسابقت مع الزمن لتهيئة الأرض العراقية والمستلزمات الأخرى اللوجستية والأمنية استعدادا للقمة ذات الدلالات الكبرى ونستطيع أن نقول بثقة كاملة إن العراق وأداءه الحكومي قد فشل في أزمات كثيرة لكنه نجح في إدارة الملف الدبلوماسي لاستضافة القمة العربية رغم كل التحديات والصعوبات .

إن القمة اليوم في اعتقادنا نجحنا بانعقادها أو بتأجيلها أو بحضورها المميز أو تمثيلها المتواضع سيذكر التاريخ بوضوح كل الشخصيات والتيارات والأحزاب التي وقفت مع نجاحها وانعقادها يمثل وقفة مع إعادة تأهيل العراق الوطن وليس الحكومة وبين الذين كانوا حتى اللحظة الأخيرة يصرون على إفشالها يظنون إن ذلك إفشال لحكومة المالكي والصحيح لا بل أنها فجيعة لدولة العراق وفشل مشروعها الديمقراطي الذي ظل حبيسا داخل الجدران وحان الوقت لان يخرج عبر الحدود منتزعا شرعيته التي رسمت طريقها مئات الآلاف من الشهداء التي قدم ثمها شعب بكامله وبكل فئاته وتعدديته الثقافية والاثنية وهكذا نستطيع أن نقول إن العراق انتصر بانعقاد القمة في بغداد رغم نعيق الغربان .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك