المقالات

الملف الأمني يُشيع إلى مثواه الأخير


حيدر عباس النداوي

أثبتت الأيام والحوادث وبما لا يقبل الشك والجدل ان الملف الأمني قد قضى نحبه غير مأسوفاً عليه بعد تسع سنوات أنهاها في المكابرة والعناد والضحك على أشلاء أجساد أهلنا وأحبتنا في كل مكان من أرض العراق الغالية وهي تتناثر كل صبيحة يوم من دون أنّ تكون هناك ذرة خجل أو حياء للماسكين بالملف الأمني ليعلنوا فشلهم ويعترفوا بأنهم ليسوا أهلاً لهذه المهمة الصعبة والمسؤولية الكبيرة أمام الله وأمام هذا الشعب المبتلى".وقبل كلّ مناسبة نسمع من هذا وذاك ممن يرتدي البزة العسكرية والمحسوبين والوصوليين والانتهازيين، إنّ الدّولة الأمنيّة ستحكم قبضتها على البر والبحر والجو وإنها لن تسمح ولن تقبل ولن تهادن ولن ولن..وما أن ينكشف الصبح وقبل أن تنتهي المهمة إلاّ وعشرات المواكب والجنائز بل في بعض المرات مئات الأرامل وآلاف اليتامى والثكالى وآلاف الجرحى والمعوقين يقضون اجلهم ولكل أجلٍ كتاب ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم، والأسوأ من هذا هي تلك المؤتمرات الصحفيّة الوقحة التي يعلن فيها المتحدث باسم الحكومة أو باسم العسكر أن القوات الأمنية حققت نجاحاً كبيراً في السماح للإرهابيين بقتل أكبر عدد من العراقيين وإنهم فشلوا "أي الإرهابيين" في تفجير ضعف ما تم تفجيره من السيارات المفخخة والعبوات اللاصقة والناسفة "ثم تقدم التهاني والتبريكات بعد كل مذبحة لأبناء الشعب العراقي بنجاح الخطة الأمنية الوهمية".هل يعقل ان دّولة تعاني من هجمة إرهابية خطيرة باعتراف أعلى سلطة عسكرية لا يوجد فيها وزراء أمنيين ..كيف ..ولماذا ..وإلى متى..، فتش في كل دول العالم وكل الدّول التي تمر بأزمات وحروب هل تجد مثل هذا التهاون والاستهتار بقدر شعب واستهانة بدمه الطاهر، إنّ من يقوم بمهام أيّ مسؤولية عليه أنّ يتحمل أعباء هذه المسؤولية، فإن كل الأخطاء والتحديات التي تواجه الشعب وتقف الحكومة والأجهزة الأمنية عاجزة عنها يتحملها القائد العام للقوات المسلحة باعتباره وزيراً للداخلية ووزيراً للدفاع بالأصالة وليس بالوكالة مع القادة الأمنيين وهذا هو شرف المهنة وشرف الرجولة وهذا ما معمول به حتّى في إسرائيل التي نحتقرها لأنها تحترم شعبها".لقد بات جلياً وواضحاً أن الحكومة فشلت في إدارة الملف الأمني وأثبتت ضعف قدرتها على وضع الخطط الاستباقيّة الملائمة للجم العصابات الإرهابية ووقف تجاوزاتها واعتداءاتها على الشعب العراقي كما أثبتت ضعف الجهد الإستخباري، وأثبتت أنّ مئات الآلاف من العساكر مع قادتهم وألويتهم ونياشينهم وكل معداتهم ودروعهم ودباباتهم وطائراتهم الأوكرانية سيئة السمعة لا يصمدون أو يوقفوا خطر عشرة إرهابيين من حثالات القوم ولو لمرة واحدة".كانت محاولة الحكومة في بسط الأمن والأمان قبيل انعقاد القمة العربية فرصة لإثبات الوجود أمام التحدي الكبير الذي فرضته استحقاقات هذه المرحلة، وحاول العراق أنّ يقلب الطاولة على العرب المشككين بقدرات العراق واتخذت الحكومة إجراءات أوقفت الحياة وحولت البلد إلى سجن كبير، إلاّ أنّ الحكومة والأجهزة الأمنية فشلت في حماية السجن وضربت بمقتل عندما وصل الإرهاب إلى وزارة الخارجية ومناطق متفرقة من بغداد وعدد من المحافظات".إنّ استمرار عناد الحكومة بنجاحها في فرض الأمن واستمرار الإرهاب بحصد أرواح العشرات يومياً سيحول العراق إلى مقبرة وسيفتتح في كل بيت ملجأ للأرامل والأيتام ومن لم يلقِ حتفه في المرات السابقة، فالحكومة كفيلة ان تمنحه هذا الوسام وهذا الاستحقاق في المناسبات والأيام المقبلة ".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2012-03-25
السبب عدم معاقبة القتلة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك