المقالات

الحوار هو الحل


احمد عبد الرحمن

  الحوار الهاديء والبناء، يعد احد ابرز الوسائل العملية والواقعية الحضارية لمعالجة وحل المشاكل والازمات بين الافراد والمجتمعات والاحزاب والامم والدول والشعوب.عانينا نحن العراقيون ربما اكثر من غيرنا ودفعنا ضريبة باهضة جراء غياب لغة الحوار والتفاهم، وهيمنة منطق القهر والقوة والاستبداد والاقصاء والتهميش لعدة عقود من الزمن، ولاشك ان الانظمة السياسية الحاكمة-وبالخصوص نظام البعث الصدامي المقبور-كان لها الدور الاكبر وتحملت المسؤولية الاعظم لتكريس تلك الثقافة الخاطئة على الصعيد الداخلي والخارجي.وطبيعي ان بعض المظاهر والممارسات في هذا الجانب قد تغيرت بعد التاسع من نيسان من عام 2003، حيث سقوط النظام الديكتاتوري الاستبدادي، لكن قدر غير قليل منها بقي عالقا، سواء في تعاملنا مع بعضنا البعض كأبناء بلد واحد ، او في تعاملنا مع الاخر، مع اهمية التأكيد ان الاخر-سواء كان طرفا اقليميا او دوليا-معني بالامر ولايخلو تعامله وتعاطيه معنا من اخطاء وسلبيات نتيجة تغييب او اهمال لغة الحوار الهاديء والبناء الذي يمكن ان يفضي الى نتائج طيبة ومحمودة العواقب على الجميع.ازماتنا ومشاكلنا مع بعضنا البعض يمكن ان تحل وتعالج ولاتستفحل ولاتمتد لوقت طويل لو احتكمنا الى لغة الحوار الهاديء والبناء، وابتعدنا عن الحروب الكلامية والصراعات العقيمة، والتزمنا بالثوابت الوطنية، وكذلك ازماتنا ومشاكلنا مع جيراننا واصدقائنا التي هي في الواقع اما مخلفات وتراكمات العهود السابقة، او نتيجة سوء فهم وربما سوء تقدير لبعض المواقف، يمكن ان تحل وتعالج بالحكمة والروية والهدوء، خصوصا وان نقاط الالتقاء والقواسم المشتركة والمصالح المتبادلة غالبا-او دائما-ما تكون اكبر بكثير من نقاط الالتقاء، مع اهمية الالتزام بمبدأ مهم واساسي للغاية ، الا وهو عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام كل طرف لخصوصيات الطرف الاخر، وعدم السعي الى فرض املاءات من نوع ما، فهذا الاسلوب هو الذي يعقد الامور ويخلط الاوراق ويخلق الارضية المناسبة للمشاكل والازمات، والتجارب السابقة ابلغ دليل وبرهان على ذلك، والتي لم تجر علينا وعلى غيرنا سوى القتل والدمار والخراب المعنوي والنفسي والمادي، الذي مازالت اثاره ماثلة وشاخصة حتى وقتنا هذا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك