المقالات

ظواهر دخيلة تغزو العراق


مصطفى ياسين

 عقب أيّ حقبة مظلمة من تاريخ الشعوب فان هناك مخلفات سلبية ستترك آثارها على شريحة محددة من أبناء تلك البلدان، فلقد مر ببلدنا الجريح عقبات مظلمة كثيرة ما يمكننا تناوله الآن هو فترة حكم البعث المقبور وعسكرته للشارع العراقي ونسخ القيم الأصيلة منه عبر سلسلة من حقول التجارب المقتبسة من أفكار أعداء الشعوب ولاسيما الإسلاميّة منها، فزُج الشباب في معترك الخدمة الإلزاميّة وتكرارها عليهم كان الهدف منها قتل قدرة تخصيب القدرة الفكرية عندهم من خلال إشغالهم بجوانب الأمور دون أساسياتها التي كان من المفترض أن يعيشون من أجلها، وكذلك تعويدهم على الرضوخ والطاعة القسرية والقبول بالذلة غير المبرّرة والتي يُعبر عنها بالطاعة العسكرية المذلة ليتحول الإنسان إلى آلة، لا تعرف إلاّ تنفيذ الأوامر، لتمضي تلك العقبة السوداء من تاريخ العراق المعاصر وتلحق بها عقبة لا تقل عن سابقتها شبهاً، فتعصف بالبلاد الفوضى والاقتتال الطائفي الذي كانت وما تزال آثاره السلبية نتحسسها ونستشعر بها، وما ظاهرة (الإيمو) وحسب بعض ترجمتها إنّها تشير إلى معنى الانفتاح ورفض القيود، والتي يُقال أنّ موطنها الأول هو (أمريكا اللاتينيه)، إلاّ نتاج مؤلم لتلك المرحلة، وعودة إلى معنى تلك الظاهرة التي تريد أنّ تتحرر من قيم وتقاليد المجتمع بما يعنيه من مزيجه الديني والقبلي وتقاليده الموروثة والتي تحمل الكثير من القيم الأصيلة والممدوحة من رفضها للقبح وترسيخها للحسن.فهناك بعض التجارب المماثلة لدول مرت بما مر به بلدنا من احتلال، وغزو ثقافي ممنهج ومدروس، تعرضت شعوبها وخاصة الشباب منهم الى نفس ما نشهده اليوم، مع وجود الفارق طبعاً لكوننا نعلم أن الهدف الرئيس الذي يقف خلف تلك الظاهرة أيادي خفية ومجرمة أرادت من خلال وجود تلك الحركة الإساءة للمدن المقدسة ولاسيما (الكاظميّة المقدسة)،ليبقى السؤال مطروحاً من هو المعني بإصلاح وإرشاد هؤلاء الشباب الذين وقعوا في شرك التضليل والخداع، الجميع معنيون ابتداءً من الحكومة ودورها في حفظ ثقافة البلد إلى الإعلام ودوره التوعوي إلى مؤسسات المجتمع المدني إلى المدرسة والبيت، إلى إمام المسجد والوقفين في العراق، مع التأكيد على ضرورة عدم استخدام العنف والقسوة في معالجة هذه الظاهرة الدخيلة التي يقف خلف تغذيتها الغزو الثقافي الغربي المدعوم من حارث الضاري والبعث العفلقي، للإساءة للقيم والتقاليد العراقيّة الأصيلة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقي من النرويج
2012-03-19
غادرنا العراق سنين طويله وعدنا الى عراقنا العزيز عدنا فوجدنامالم يكن بالحسبان كنا نعتقد اننا بدول غربيه وعودتنا ستعوض علينا مافقدناه من عادات وتقاليدنا الاصيلة اقولها وكل الم لم نجد مافقدناها بل فقدنا ماتركناه قبل ان نغادر وطنناتسائلنا ماذا جرى قيل لنا تطور؟قلنا اي تطورهذا قيل لنا حريه؟قلنا اي حريه هذه البعض قال لااعلم والبعض تجاهلنا والبعض الاخر تفاجيء وقال انت بالغرب وتسئلون قلنا نعم نسئل لاننا بقينا سينين لم نخرج من اجل تغيير عادتنا بل خرجنا من اجل التمسك بها والحفاظ على هويتنا الدينية نعم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك