المقالات

بين بسماية وبكين


عبد الكريم ابراهيم

الصينيون استطاعوا ان يجعلوا من الحلم حقيقة ، اذ تمكنوا بمدة لاتتجاوز ( 15) يوما بناء فندق مكون من ثلاثين طابقا ، وهو رقم قياسي في سرعة التنفيذ! قد يدخل هؤلاء موسوعة غينيس للارقام القياسية ،وربما كان هذا الدافع وراء عمل كهذا، لان الصينيين كانوا ومازلوا عمليين في قطع خطوات تببر العالم ما يجعل الاخرين يتخوفون من ان يبتلعهم المارد الاسيوي . وفي الطرف الاخر من اسيا ما زال العراقيون مشغولين بهوايتهم المحببة الى قلوبهم وهي : وضع احجار الاساس لعديد من المشاريع السكنية من دون وضع اي لبنة على ارض الواقع . ربما بعض اهل الاختصاص من الخبراء - وما اكثرهم - يؤمنون بالمثل العراقي الذي يقول ( الذي تتأمله ،خير من الذي تأكله) لذا اخذهم ( الواهس ) في ابتداع الكثير من المشاريع وشمروا عن سواعدهم في بناء الحلم العراقي على الورق: عشرة في عشرة ، معسكر الرشيد ،واخرها مشروع بسماية السكني الذي بلغت تكاليف اعلاناته المدفوعة الى وسائل الاعلام مايعادل على اقل تقدير عشر شقق متواضعة يحلم بها عراقي سئم الايجار والسكن في العشوائيات . قد يكون مشروع بسماية ليس الاخير على طاولة المشاريع الورقية ، فقد يطل علينا احدهم ويجعل من ( الهور مرك ، والكصب خواشيك) وهو ينُظرّ لمشروعه القادم و كيفية البناء فيه وانه افضل ما توصل خبراء الاسكان والبناء في هذا المجال وانه متكامل من جميع النواحي وهو جزيرة الاحلام التي يراها العراقيون في الفضائيات وتثير فيهم الغيرة والحسد في بعض الاحيان من نظرائهم في العالم على ما وصل اليه التطور العمراني ..الخ . العراق يملك كل المؤهلات الفنية والمالية للدخول في عالم هو بعيد عنه الان ،ماعدا امر واحد هو : وضع الشخص المناسب في المكان المناسب ، فهذه القاعدة (القديمة - الجديدة ) غائبة عنا ، بل بالاحرى مغيبة لاسباب كثيرة، لان بعض المسؤولين - مع كل الاسف- قطع شطرنج تراها تلعب في كل رقعة .وهذا لا يعني ان الارض ممهدة وسالكة بل ان هناك الكثير من المعوقات والتزاحم للصلاحيات بين مؤسسات الدولة ، ما جعل الامر يفضي الى حالة اشبه بالجمود ،وكل يلقي تبعة هذا التأخير على الاخر ويكيل الاتهامات ويعطي المبررات . الخاسر الاكبر في هذه المعركة هو المواطن العراقي الذي يريد ان يحصل على بعض حقوقه التي كفلها الدستور والعيش بابسط مقومات الحياة المعاصرة منها : السكن المناسب وقد يكون العراقي في هذا المجال في غاية التواضع فكل ما يريده سكن فيه بعض متطلبات الحياة التي يراها عند اغلب شعوب العالم .وحتى يشعر بعض المسؤولين بمعاناة اخوهم العراقي يجب ان تمضي سنون جديدة من عمره في انتظار القادم الذي قد لايأتي سوى في عقول بعض المسؤولين وخطاباتهم الرنانة ومشاريعهم الورقية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المهندسة بغداد
2012-03-18
في بداية الثمانيات اطلق الطاغية شعار نبني ونحارب وخلال 4 سنوات وربما اقل تم انشاء ثلاث مجمعات سكنية للموظفين الاول حيفا ومجمع الصالحية ومجمع حي صدام هذا في بغداد فقط المشكلة ليست كسل او غباء انما مؤامرة وشيء مقصود كما في الكهرباء فخمس سنوات بعد السقوط كانت كافية لحسم موضوع الكهرباء بكل اشكالاته وتشعباته
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك