المقالات

لماذا لم يتَريِک في الكويت !!


ابو الحكم غالب زنجيل

نجحت الكويت في استدراج العراق وحكومة المالكي خصوصاً بعد زيارته التاريخية لهم ، كما وصفوها ، وجعلتهُ (أي المالكي) يخرُج منها بدون مكاسب حقيقية مثلما كان يظن او يريد ، فحسب تصريحات الجانبين لم يتطرق احد الى مشكلة العراق مع البند السابع او مسئلة التعويضات التي تستحصلها الكويت من واردات النفط العراقي وهي تعادل 5 بالمئة من مجموع والاموال التي تدخل للعراق عبر بيع النفط .. ومطالب الكويتيين بمفقوديها واسترجاع ارشيفها وتاريخها الذي نُهب عندما احتلهم صدام . بمعنى عام أن الجانبين لم يبحثا اي من المشاكل العالقة التي تُسبب ببقاء العراق تحت البند السابع . جُل ما حدث او أُتفق عليه الطرفين هو تنفيذ لرغبات كويتية وتَمييع ما ارادهُ العراق بطلباتهِ الخجولة ، الحكومة الكويتيه قالت ان نتائج الاجتماع خرجت منها عدة نقاط اتفقوا عليها ..

وكان اول المكاسب(للعراقيين) هي حل المعضلة الأهم والتي كانت تؤرق الشارع العراقي على مدى تلك السنين الماضية واعني بيها الاتفاق على صيانة فورية للعلامات الحدودية بين البلدين وهذا يُعتبر انجازً نفخر به لأننا (العراق) سندفع 600 الف دولار أُجرة الصيانة التاريخية للعلامات الحدودية هذه . أما ثاني المكاسب المتحققة وهو دفع مبلغاً وقدره 300 مليون دولار نقداً وعداً الى الكويت وايضاً 200 مليون دولار استثمارات كويتية اجبارية مع العراق في مجال النقل الجوي وذلك حتى تقوم الكويت بسحب والغاء الدعاوى القضائية بحق الخطوط الجوية العراقية والتي بسبب هذه الامور لم تستطع تسيير رحلاتها الجوية الى اوربا والغرب عموماً بأستثناء فقط دول الجوار او الدول القريبة نسبياً ، مع العلم ان العراق لا يمتلك اسطول طائرات مؤهلة فعلياً وحسب المعايير الاوربية للتحليق فوق اجوائها (بأستثناءات بسيطه ومنها الطائرة التي أُحتُجزت في لندن) . ولكنهُ مكسب على كل حال . وثالث المكاسب وكما ذكرت سابقاً حسب الجانب الكويتي ، هو تفهُم عراقي لبناء ميناء مبارك والمشروع سيمضي .

 معنى هذا ان كل من قال ضد بناء (مبارك) من خبراء وبرلمانيين وايضاً اللجان التي كلفتها الحكومة للدراسة والتمحيص ، كل هذا انتهى بزيارة خاطفة جاءت نتائجها بتفهُم عراقي !!! . رابع المكاسب الوفيرة التي انعمت علينا بها هذه (التاريخية) واظنهُ جاء بطلب عراقي وبتأجيل كويتي وهو تشكيل لجان وترتيبات فنية لما بعد القمة العربية في مسئلة الحدود البحرية ، واظن أُخرى أن سبب التاجيل متأتي(للدعابة طبعاً) من قُصر فترة الزيارة . وأخر مكاسبنا ومع الاسف لانها انتهت وهي دعم الكويت للعراق بأستضافتهِ القمة العربية ، ولا اعرف ما الجديد في هذا والقمة بعد ايام ستُعقد والكويت لم تعترض ووافقت على الحضور مُسبقاً .. عموماً هو نصراً لنا وأن كان كلاماً (خرطاً ).

نجحت الكويت في ابقاء الامر على ماهو عليه وقامت بألهاء الجانب العراقي بهكذا توافه. فلا النصف مليار دولار تهُم الكويت ولا ال600 الف دولار ايضاً ولا مسئلة أكمال بناء ميناء مبارك لانها تعلم أن لا أحد يستطيع ايقاف مشروعها .. هي نجحت بأنها جردت العراق حتى من مجرد التفكير بأنهاء الخلافات والخروج من البند السابع . مع ان علي العلاق الامين العام لمجلس الوزراء قال ان رئيس الوزراء سيبحث مع الكويتيين العلاقات الثنائيه وفي مقدمتها اخراج العراق من هذا البند.وفي الجانب الاخر لم نجد ما تقوله الحكومة العراقية غير الكلمات الرتيبة المعتاده وهي ان الزيارة كانت مُثمرة ونتائجها ايجابية وفتحت صفحة جديدة من العلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين ،، وكأن اعلام الماضي قد عاد . مع أن السيد الناطق ذو الصوت الرخيم الذي استعانت به اللجنة المسؤوله عن قمة بغداد وجعلتهُ صوتها الهادر وأعني به السيد الدباغ قد قال ان الوفد الذي رافق المالكي ، تابع قضية المفقوديين والسجناء العراقيين في الكويت . والكويت لم تذكر هذا بل قالت بأنها طلبت من المالكي اطلاق سراح سجينها الوحيد في العراق وحسب المصدر الكويتي فالرجل وعدهم خيراً . الغريب في هذه الزيارة المُثمرة انها حُددت بيومين أي ان جدول الاعمال حسب البروتوكول المتفق عليه بين البلدين سينتهي بهذين اليومين . والمالكي طار صباح الاربعاء ومن المؤكد انهُ تناول فطوره في بغداد ووصل الكويت وأقام له رئيس الوزراء الكويتي مأدُبة غداء ،، وفي المساء أقام المستشار بديوان رئيس الوزراء فيصل الحجي ، مأدبة عشاء للسيد المالكي . وفي صباح امس الخميس طار عائداً الى بغداد وبدون أن يبتدأ اليوم الثاني للزيارة الناجحة وبدون ان يتَريِک في الكويت !! .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو الحكم غالب زنجيل
2012-03-18
ابو الحسن المحترم ، الله يسلمك ويحفظك .. المشكلة بالعراق الذهب مفقود ،، وهاي شوفت عينك دنعوض الذهب بالفافون. عموما الحمد لله . وتسلم يا ابو الحسن.
ابو الحسن
2012-03-17
حياك الله ابو الحكم المشكله بدوله الفافون اتخذو طريقه اكذب اكذب اكذب حتى يتم تصديقك والمشكله كل عمل يقوم به القائد الضروره هو نجاح ما بعده نجاح ليس مهم كم ندفع للكويت المهم ان القائد زار وليس مهم ان تكون نتائج زيارته ناجحه فقد كذبوا بزيارته الى كوريا حيث ادعوا انها ناجحه ولحد الان ما كسبنا اي شي وسننفق 100 مليون دولار على النقمه وسيقولون انجحها وقادها ابو اسراء المهم ياخذ صور ويه الرؤساء وبس انا لله وانا اليه راجعون
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك