المقالات

رموز الانقلابات الصامتة


/ حافظ آل بشارة

خبر جديد يقول ان رغد بنت صدام تخطط لشن انقلاب عسكري في العراق ، هذه لغة قديمة لها زمنها وثقافتها التذكارية ، اصحاب هذه الثقافة لا يجدون ما يؤذون به خصومهم غير هذه الاقاويل ، اختاروا اسم رغد لزجه في الخبر لانها ترمز الى تراث الانقلابات المنقرض ، زياد ابن طارق عزيز يصف رغد في منفاها الاردني بأنها تنفق الاموال كيفما تريد وسفرها دائما في الدرجة الاولى من الخطوط الجوية وان اجرة تصفيف شعرها تكفي لعيش خمسة اسر عراقية لمدة شهر ، وانها تسافر من عمان الى لندن وباريس من اجل شراء ملابسها وعطورها ، اذا كانت تلك منشغلة بمثل هذه الأمور اللطيفة فهل يمكنها ان تفكر بانقلاب عسكري ؟ ولماذا تفكر بانقلاب اذا كانت تمتلك كل هذه الثروة ؟ صحيح انها قدمت اموالا لشبكات ارهابية في العراق بدل اعلان براءتها من سياسة الوالد وعاداته الخطيرة ، الامر الذي جعلها مطلوبة للقانون ،اعتقد ان الخبر مختلق ، رغد وبقايا والدها لا يحتاجون الى انقلاب بالصيغ التقليدية في العراق ، لانهم نفذوا انقلابهم منذ اكثر من 4 سنوات ، وهم اليوم حاضرون في الحكومة والبرلمان ويتحكمون بالمفاصل الرئيسسية في اغلب السلطات ، سياسة الدولة ساعدتهم بشكل سحري لا يصدق على تنفيذ انقلابهم الصامت بطريقة الاختراق الصاعد وليس النازل ، كانت الانقلابات التقليدية تنفذ عادة بالهجوم على مقر الرئيس وقتله او تسفيره والسيطرة على وزارة الدفاع ومبنى الاذاعة ثم قراءة البيان رقم واحد ، اما الانقلاب الجديد في الالفية الثالثة فقد تم تنفيذه بالمقلوب اذ زحفت المجموعات من الاسفل وهي تبسط نفوذها على دوائر الدولة تدريجيا وتطوق مخالفيها وتدفع بهم الى العزلة والتهميش ، أزاحة الصغار انطلاقا نحو الكبار ، اهم العوامل المساعدة للانقلاب هو ان التغيير في العراق استهدف الوجوه والمسميات وابقى على الثوابت الثقافية الخاطئة التي بنيت عليها السلطة في العراق منذ القدم ، اي التحالف بين الأسر السياسية والاسر ذات الوجاهة الاجتماعية والبرجوازية الصغيرة ، سواء تم هذا التحالف عبر الانقلابات او الصفقات او التوافقات ، شكل واحد لخارطة الهيمنة يعاد اخراجه بصيغ مختلفة ، بنية ثابتة يمكن للخصوم اختراقها بسهولة بلا انقلاب ، وتجد احيانا ان الاسرة التأريخية تنشطر بين البعثيين والاسلاميين والشيوعيين ، فهي تضم الاطياف الثلاثة وتسمح لهم بالعمل في اروقة وواجهات السلطة متصالحين بسبب وحدة الانتماء الاسري الذي يتحول في لحظة الى عنصر توحيد يتجاوز قوة التنافر الاديولوجي ، فاذا كنت من اسرة آل فلان فانت صاحب الحق التأريخي في السلطة مهما تقلبت بين الولاءات والاحزاب ، اسمك العائلي اكبر من انتماءك السياسي ، رغد وحزبها عائدون الى السلطة صعودا بسلم معكوس من الاسفل الى الاعلى ، معتمدين على سياسة التغلغل الصامت ، مستثمرين البنية التقليدية لهيكلية السلطة وتحالفاتها التأريخية . الخلل الاكبر الاشد خطرا من اي انقلاب ملخصه ان الشعب العراقي مازال هو الغائب الأكبر في تطورات بناء الدولة العراقية ، أليس كذالك ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ناصر الحازم
2012-03-13
ورده دكتور
الدكتور شريف العراقي
2012-03-12
عليكم بعمل فرقة شديدة المراس تنزل الى الشارع عند الشدائد
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك