المقالات

ما لم يقله الحكيم ...


خميس البدر

لم يكن الشهيد السعيد السيد محمد باقر الحكيم قدس سره حالة عابرة او شخصية هامشية بل كان قائدا وعالما وعارفا وإنسانا بكل ما تعنيه هذه الكلمات من معانى صاحب موقف ومبدئي لا يساوم ولا يهادن ويسير بخطوات ثابتة وراسخة لتحقيق أهدافه فلا يقف عند الصغائر او الأمور الجانبية او التفاصيل الغير مهمة والأمور الثانوية فيركز على الأهم والهدف الأسمى لا يرى الأمور بإطار شخصي او فئوي بل يتعدى الى الأعم والأصل ويؤسس قواعد العمل بوضوح ودقة فلا يهم هل أثيرة زوبعة هنا او ترهة هناك او لمز او نبز بموقف من جاهل او عديم الرأي او انتهازي او وصولي او من لم تتضح عنده الرؤيا بعد فيبقي كل هذه الأمور خلف ظهره ويتقدم لذلك دائما تراه متقدما على الآخرين بخطوة او خطوتين بل مترفعا عنهم متساميا محلقا في أجواء لا يعرفونها من أجواء اليقين والإخلاص ونكران الذات وهذا ما يفسر تغريده خارج السرب دائما او بتعبير ادق حاجة الآخرين اليه وعدم حاجته أليهم لا لأنه متكبرا او نرجسي محب لشخصه بل لانه سبق الجميع وسباقا لهم بكثير من الأمور فيصلون متأخرين لقناعات وتجارب جربها قبلهم او لأنه لا يدخل بمطبات او يكون بعيدا عن مواطن الشبهة هكذا شخصية وبهذه المواصفات انقسم الناس تجاهها بين حاقد وناقد وفاقد وحاسد وأكثر منهم من هو محب ومناصر ومساند وكل ينظر له من خلال القسم الذي ينتمي اليه فكانت حياته حافلة بالأحداث والمواقف فدفع طوال حياته ثمن المبدئية والالتزام بخط ال البيت عليهم السلام وخطه الحسيني في محاربة الظالم وطاعة ومناصرة المرجعية الرشيدة وعدم مخالفتها في كل لحظة من تلك الحياة الطويلة فلم يكن صياد فرص وجوائز على حساب ذلك المنهج الواضح وعلى هذا المنهج سار من جاء بعده حكيما بعد حكيم فعزيز العراق لم يكن سوى حكيما أخر من ضرب أروع الأمثلة وأنبل المواقف في تحمل المسؤولية والالتزام بنهج شهيد المحراب وكذلك نجله الحكيم البار السيد عمار وهو يصارع ويكافح ويجاهد وحيدا كما كان سلفيه لا يعتمد الا على الله وتوفيقه ومن نذروا أنفسهم لهذا المنهج وخدمة أبناء هذا الوطن الجريح والدفاع عنه والوصول به الى بر الأمان قال الحكيم الكثير وكان صاحب فضل على الكثيرين وصاحب مبادرة وسبق في كل الميادين لكنه لم يطالب بالثمن او المقابل او جزاء او رد إحسان من احد لأنه يعتبر هذا من الواجب وهذا تكليفه الشرعي نعم قال الكثير في حياته ولم يبقى شي لم يقله تحدث في كل شي الا كلمة واحدة لم يقلها لم يقل انا صاحب الفضل لم يقل لولاي لم يقل انا خلصتكم انا حررتكم بل يرجع الأمور كلها الى الله وفضله وتوفيقه وبقي يتحدث دائما بضمير الجمع نحن فعلنا ونحن نقول ونحن نريد ولا زال هذا المنهج واضحا سالما قويا ثابتا رغم الداء والأعداء واقفا متحديا مترفعا وان كان صدره مليئة بالجراحات والطعنات فلن يهمه كل ذلك ولم يئن او يشتكي او يتألم او ينحني ولم ينسحب عن المواجهة فحكيمنا عمار باق في الميدان والراية العلوية بيده في ارض الحسين صانعا كربلاء جديدة وبنفس شعاراتها هيهات منا الذلة ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيــــد مغير
2012-03-11
نعم أخي خميس فالسيد محمد باقر الحكيم المجاهد الصابر الذي فقدناه في وقت نحن في أمس الحاجة اليه . وعرف ابناء البغايا كيف يضربون الشعب العراقي بإغتياله , لم يكن مطالبا بحقوق العراقيين الشيعة وإنما لكل اطياف شعبنا الصابر الذي إكتوى بنار الظلم من قبل النظام الجاهلي العفلقي . نريد من رجال السيد الحكيم تكملة مسيرة هذا الرجل العظيم بقارعة الظالمين والمفسدين من أجل عراق حر يسير بأتجاه العلم ليتخلص من مخلفات البعث التي ما زالت متجذرة . السلام عليك سيدي محمد باقر الحكيم , ولعن الله من قتلك ورضي به
الدكتور شريف العراقي
2012-03-11
فقدان شهيد المحراب خسارة من الصعوبة تعويضها
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك