المقالات

سرطان المؤسسات .... وعطر النزاهة !!


حميد سامي

المهمة الرئيسية التي يتوجب على الحكومة معالجتها بحزم هي قضية الفساد الإداري فالفساد الإداري يعتبر بمثابة مرض السرطان الذي يصيب المفاصل الحكومية في البلد ولا يقل خطورة عن مرض الإرهاب وبعد سقوط النظام البائد توقع المواطن بأنه تخلص من هذا المرض ولكن ما يؤسف له مازال السرطان يأخذ مجراه والمواطن في حيرة ويتساءل عن الحل والحلول ولا يزال متشائم بالمستقبل في ظل وجود هذا الفساد الخانق .وانأ اتساءل كسائر الموطنين متى نتخلص من هذه الافة والمستفيدين منها على حساب الشعب العراقي ومتى نشم رائحة النزاهة وعطر الإخلاص في دوائرنا ولماذا يتلاعب البعض باموال المضطهدين والأيتام والأرامل وعوائل الشهداء والمسحوقين من أبناء جلدتنا ؟ألا يكفي ما رأيناه في صفحات تاريخنا من دمار وخراب وفقر .ولماذا لايحس المسوؤلين بان هذه الأموال أمانة في أعناقه وأنها ملك عام ولا يجوز لهم سرقتها والتصرف بها بما تشتهي انفسهم .والفساد في العراق يتخطى حدوده المعقولة ليتجه إلى ابعد نقطة في الخيال .فاليوم في النظام العراقي الحديث صار جميع المسوؤلين القدامى والجدد في قفص الاتهام على قدم وساق فمن هو المتهم ومن هو البريء؟ومن يتحمل مسؤولية التلاعب بمصير شعب لم يكن حظه مع حكومته الحاضرة بأوفر من حظه مع حكومته السابقة؟وهل هناك من يستطيع أن يوقف عجلة الفساد المستشري في جميع مفاصل الدوائر الحكومية ومؤسساتها أم أن المسالة خرجت من أيدي الجميع ولم يعد بوسع احد أن يحرك ساكناً؟وتشترك الأحزاب السياسية والشخصيات السياسية المشاركة في الحكم أو المتحالفة معها .ومنها شخصيات سياسية ذات صيت في عمليات غير مشروعة تساعد في الشروع على أعمال فساد وإفساد للمؤسسات الحكومية .وقد هيئا الفراغ السياسي والإداري الذي خلفه سقوط النظام البائد فرصة ثمينة لتشكيلاته الحزبية البعثية لأن تملا الدوائر الحكومية بالموظفين المنتمين أو المتعاونين معها من خلال التوافق السياسي فيما بينها وتكون غالبية الأحزاب والشخصيات السياسية لا تمتلك كادراً سياسياً بحجم الكادر المطلوب لتشغيل مناصب أدارية جديدة فان بعض الأحزاب عمدت إلى فتح باب الانتماء إلى خطها . وقدمت عدة مغريات للجماهير من أهمها الوعود بالتوظيف ألا أن أعضاء بعض الأحزاب من تولوا طلبات التوظيف حرفوا مهمة التوظيف عن مسارها الصحيح واخذوا يتعاملون بالرشوة مقابل كل طلب يتقدم به المواطن العاطل عن العمل كما لعبت العلاقات الشخصية والحزبية والعشائرية في ملفات التوظيف دوراً غير مسبوق فقدم بعض الشخصيات السياسية المرموقة أبناءه وأقرباؤه وأبناء عشيرته والمقربين له لتولي مناصب وزارية عالية دون مراعاة الخبرة والكفاءة المطلوبين في شغل هذه الوظائف ووكل بعض هذه الشخصيات أدارة الشؤون الأمنية لأقربائه وحزبه !كما تدخلت الأحزاب والشخصيات السياسية بصورة مباشرة أو غير مباشرة في الاستحواذ على مشاريع اقتصاديه كبرى بالتعاقد مع الشركات الخارجية التي انيطت بها مهمة من مهمات الأعمار في العراق وقد فرضت الشخصيات الحزبية في أنحاء العراق على الدوائر الحكومية مثل مديريات التربية والصحة أسماء معينة تنتمي لاحزابها وخصوصا حزب الدعوة الحاكم . بينما ظل الكثير من العراقيين من ذوي الكفاءات عاطلين عن العمل قال تبارك وتعالى(وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد )

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك