المقالات

أبو... ﮀف


جواد أبو رغيف

يروى أن احد فهلوية بغداد وفي زمن احد ولاتها كان يذهب إلى نهر دجلة يومياً وقبل صلاة الفجر تحديداً ويرمي بنفسه في النهر من مسافة قريبة على شرفة الوالي ما لفت انتباه الوالي سيما وان ذلك الشخص أمضى ما يقارب السنة وهو مستمر على عادته ، وفي يوم من الأيام قرر الوالي أن يعرف سر هذا الرجل الغريب الذي لم يتوقف عن القفز إلى النهر ولم يوقفه حتى برد الشتاء !وفعلاً ابلغ الوالي شرطته أن رجل سيأتي ويقفز إلى النهر اجلبوه لي. لبى الشرطة أمر الوالي وانتظروا على جرف النهر وقبل الصلاة جاء رجل وخلع ملابسه وبدأ بوضعهن على رأسه ليعبر النهر وهكذا كان القدماء يفعلون عندما يرومون عبور الأنهار سباحة ، وقبل إن يقفز تأكد الشرطة انه الشخص المقصود القوا القبض عليه وجاءوا به إلى الوالي .وعندما وقف أمام الوالي سأله الوالي : أنت تقفز صباح كل يوم إلى النهر شتاءاً وصيفاً؟ قال الفهلوي : نعم .رد الوالي لماذا تقفز ؟ قال الفهلوي هل يعطيني الوالي الأمان ؟قال الوالي : لك الأمان .قال الفهلوي : سيدي لا أخفيك إن أهالي بغداد يتحدثون عليك بالسوء وإنا احبك كثيراً ولأنني أكثرت الشجار مع كثيرين وصلت إلى قناعه أن اذهب إلى جانب النهر الأخر حتى لا اسمع أحدا يتحدث عليك بسوء.فبهر الوالي من شدة حب وولاء هذا الرجل له !وفكر أي منصب يختار له فأختاره مسئولاً لخزينة الولاية !استلم صاحبنا الفهلوي منصبه الجديد فسمع به احد رفاق دربه فجاءه مهنئاً له على المنصب وطلب منه أن يجد له مكاناً للعمل معه مادام الدنيا قد أقبلت عليه .فقال له الفهلوي : إني صار لي سنه اضرب جف حتى حصلت على هذا المكان!!ترى ما أكثر الفهلوية في زماننا ومكاننا اليوم الذين تحولوا إلى كفاءات خطيرة في هذا الميدان وهم لا يتوانون أن يسلكون جميع الطرق التي تفرغها شياطينهم في رؤوسهم للوصول إلى تحقيق مصالحهم الشخصية ، ولو أنهم استغلوا تلك الكفاءة إلى ما فيه خير البلاد والعباد لتبدلت أوضاعنا ، وما يطيل أعمار هؤلاء في المجتمعات والاستمرار ببيع بضاعتهم الفاسدة تلك وجود الأسواق التي تستقبلها والمتمثلة بالملا ذات والبيئات التي يقودها قصار النظر والذين يؤمنون بالمكاسب الآنية ويعتاشون على الجرعات المغذية وعنوان يافطتهم (عش ليومك وغداً الله كريم ) فهم كالغربان يلتقطون هنا وهناك ولا يصطحبون معهم ألا السوء أينما حلوا وإذا اجتمع شملهم في مكان فأن ملائكة الرحمة ستغادره وعندئذ لا يطرق بابه الخير المتمثل في الكفاءات النوعية الحقيقة التي تمثل دعاية مجانية للاستقطاب بمجرد اجتماعها في مكان لأنها تعطي تعريفاً لا يحتمل التعقيد والإبهام فالحكمة تقول ( قل لي من أصدقائك اقل لك من أنت )

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو جمانه
2012-03-05
هذه حادثة جميله التي تخفي بين ثناياها مواعض وحكم ولعل جل ما يدور اليوم من مكر وخداع هو موجود على مر العصور لان الماضي هو اساس الحاضر ولقد ذكرنا الزميل بهذه الحادثه المرويه من السابقين حتى انتقلت لنا بصورة تلائم واقعنا المرير الذي اصبح الالاف من الناس الكاذبين والماكرين الذين دفعتهم نزواتهم ورغباتهم الشيطانيه بمصادرة حقوق غيرهم .وانا سمعتها بغير طريقه يقول لصاحب المال الذي انكر عليه ما انعم به له.......الف جف ضربتلك والف لوفه لفتلك الا كدرتلك.......وهذا ما نشاهده الان على الساحة السياسية .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك