المقالات

موسم الهَجر


ابو الحكم غالب زنجيل

أتذكر قبل سنتين او بهذه الحدود تقريباً، شاهدت على قناة الفيحاء في احدى لقاءاتها المتعددة مقابلة مع رئيس الوزراء نوري المالكي ، وفي اثنائها انقطعت الكهرباء الوطنية ، (عندهم وليس عندي). وعلى اثر هذا لم يُخفِ المُذيع تفاجئُه مما حدث. على عكس المالكي الذي هَدأ من روع المُذيع وطلب منه عدم الخوف من الظلام ، (فالظلام للرجاله)، وقال لهُ عممنا نظام القطع . وبعد فاصل (ردح ) تملقي لأيصال رسائل بائسة من قبل المُذيع ، عاد الرئيس نوري المالكي وقال ان الكهرباء تنقطع عنده (أي في المنطقه الخضراء) أسوةً بكل المناطق ، واستشهد بذلك عندما قابل جيمس جيفري السفير الامريكي في العراق . وبسبب هذا الانقطاع اكمل باقي لقائه بجفري على ضوء الشموع الخافتة لان المولدة (عطلانة ) !!.الرئيس نوري بدأ يَهجر!!(كلمة يَهجر بمعنى يتكلم بما لا يُعقل) ، ففي زيارته الى وزارة الكهرباء مؤخراً طلب من المسؤولين ومشدداً على شمول المنطقة الخضراء والمواقع الرئاسية بالقطع المبرمج (أسوةً ) بالمناطق الاخرى. لا اريد ان اقول الكثير لكن فعلاً من نُصدق ؟ !! هل هناك برمجة في الخضراء أو ستُبرمج بعد أن طالبهم (بالأسوةً) الجديدة الان !! ،، الرجل لا يتذكر انه كان قد امر قبل سنوات بادخال (الخضراء)ضمن البرمجة ولم يعمل بهذا القرار الا ساعات فقط وعاد هنا ليكرر ما قاله قبل سنوات ، وكأننا لا نتذكر ، وكأنه قد فوجيء بأن الخضراء معفاة من البرمجة. ويبدوان الرجل فاقد للذاكرة او يستخف بعقولنا.يقول المفكرون أن الشخصية العراقية سايكلوجيا لا تتذكر وجعها أومحنتها أن تغيَر الحال قليلاً الى ما كانت عليه سابقاً ، أي بمعنى اخر أن العراقي قد يتَناسَى سخافة او ظُلم مديره له أن ابتسم او تكلم معه (أي المدير). ولهذا فإن تاريخُنا الحديث لم يذكر لنا أن ملكاً أو رئيساً حكمنا ولم يكن مناقضاً لنفسه ، وايضا نحن نعلم ولكننا ننسى. اذاً وفق هذا الحال وما نحن عليه فمن حق الرئيس نوري أن يَهجر علينا ، كما كان يفعل سابقوه معنا .وكما يقولون أن انتخابات مجالس المحافظات باتت قريبة واقل من عام حتى. معنى هذا أن موسم الهَجر قد ازِفَ . وسيظهر علينا (اشعيط وامعيط )وبسفسطائيتهم المعهوده بهكذا مواسم ليقولوا لنا أن العراق بهم سينهض وبدونهم سيبقى على ما هو عليه بل اسوأ. ثم تبدأ المؤتمرات واللقاءات والكلام الجميل ونكران الذات والتواضع ومصافحة الناس في الشوارع والضحك معهم ، حتى يتُم انتخابهم، والناس تنسى وتتَناسَى دمائها وفقرها . وبعدها لن يذكُر احداً الكهرباء في المنطقة الخضراء ولن تُذكر( أسوةً ) مجدداً فموسم المزايدات انتهى. والشعب محكوم بهذه العقدة السايكلوجية والخلاص منها صعب ، وحُكامنا يتلاعبون بنا وبعقدتنا ، وفي النهاية قد يفرح العراقي البسيط أو الذكي حتى. ويهرول الى بيته وزوجته ليخبرها بأن (فلان المحترم) تكلم معه وابتسم لهُ ، ولهذا يطلب منها أن تنتخب معهُ فلان . وهو يعلم ان زوجته في سرها تشتُم فلان،، وهي تعلم ان زوجها في سرهِ يشتُم فلان ... ويشتُمها ايضا ، (أسوةً ) بالأزواج الأخرين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك