المقالات

المليارات التي لم تبن بيتا لسكنة الكعبي لا خير فيها


حيدر عباس

صور مؤلمة تثير براكين الحزن المدفون في صدورنا تلك التي نشاهدها يوميا في عراق المليارات والنفط والوجه الحزين.في كل عام وبالتحديد بعد التغيير وانتهاء حقبة البعث المجرم في عام 2003 نسمع سنويا عن موازنات انفجارية ليس لها مثيل في تاريخ العراق القديم والحديث وتتحدث الحكومة عن بناء ناطحات للسحاب وحدائق غناء وشوارع كانها اللؤلؤ المكنون ومساكن من ذهب وفضة وبعد ذلك يوزع راعي الفضائل وملك الملوك ومحب الشعب الحور العين على الفقراء والمساكين.لكن الحكاية تنتهي عندما يدرك شهريار الصباح وينكشف زيف الادعاء وينقطع الماء عن الجريان وتتوقف الحياة بعشرات المفخخات وتتناثر الاشلاء بسبب صراع الاقوياء وتكوي شمس الصيف اللاهبة جباه الفقراء من امثال سكنة الكعبي من كركوك الى الفاو".في كل سنة تتكر حكاية الانفجارية وفي نهاية كل سنة تنتهي الحكاية بفوضى عارمة وحسابات مزيفة ووزير او اكثر جمع المقسوم وذهب الى خارج العراق بغير رجعة ليقيم العزائم والولائم والافراح والسهر بين احضان الملاح وتبقى سكنة الكعبي ومعها كل ابناء العراق بانتظار الموازنة الانفجارية القادمة".لو بقينا الف سنة بعد الان ولو اعطينا اموال قارون مع ما لدينا من موازنات انفجارية هنكشارية خرطوشية على راي الاستاذ بيان جبر فاننا لن نبني بيتا او املا او مستقبلا لان المشكلة باختصار قائمة على سوء التخطيط والادارة .منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا غابت الخطط الاستراتيجية وضاعت معها حقيقة وصورة الدولة المتحضرة وحلت محلها صور الفوضى الخلاقة والعشوائية والارتجال وتداخلت السياسة والمصالح وارتفع صوت الصفقات على صوت المحرومين والمستضعفين والاحتياجات".لا توجد دولة واحدة في العالم لديها من الخيرات مثل مالدينا او حتى نصف مالدينا يعيش شعبها مثل ما يعيشه شعبنا من الم الفاقة والحرمان والمعانات ونقص في الانفس والثمرات.انا على يقين من ان الحكومة الحالية ليس باستطاعتها ان تقدم اي شيء يمكن ان يرفع جزءا يسيرا من معانات هذا الشعب المحروم لانها بكل بساطة غير قادرة على تحمل مسؤلية فشلها اولا ولانها لا تمتلك القدرة على تنفيذ اي برنامج حكومي منطقي قائم على التخطيط العلمي المدروس ثانيا ولانها لا تمتلك مثل هذا البرنامج أطلاقا.. ستحترق مليارات موازنة عام 2012 بنيران الفساد والتخبط وستبقى سكنة الكعبي ومثلها ملايين المحرومين والمستضعفين يسمعون الارقام ولا يجدون سقفا او مأوى يقيهم من حرارة الصيف وبرد الشتاء.وحتى موازنة قادمة يبقى الوضع على ما هو عليه ولا عزاء للمستضعفين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك