المقالات

إنها حرب شيطانية وليست أهلية


( بقلم : موفق بركة )

تم انتهاك حقوق الأنسان في الحياة والعيش والعمل منذ فجر التاريخ من قبل شياطين العنف والتسلط والظلم ومازالوا يقومون بالأعمال المهينة للكرامة الأنسانية لالشيء سوى إشباع النزعة المريضة المتأصلة في نفوسهم وإلاّ فما معنى حرمان الأنسان الآخر من حقوقه وهو بريء مما اقترفه آخرون؟النفس المريضة التي يستحوذ عليها الشيطان لاتعرف معنى للحق والخير واحترام الآخرين. والأدهى من ذلك تتجاهل الحق العظيم الذي يراقبها ويتابعها ولايمهلها سوى إلى حين. ولهذا لايهمها إفناء الأنسان الذي وُلِـدَ حُـرّاً ليعيش إلى ماشاء الله مكرّماً مُعزّزا يتبوّأ من الأرض مايشاء ليحيا الحياة التي قسمها الله له ويعتقد العقيدة التي اقتنع بها.لقد قام شياطين الأنس من مختلف الأصول وفي مختلف العصور بتفتيت أجساد البشر بأتعس وأبشع الطرق في العراق وسواه من البلاد المنكوبة بهم دون أن يحصلوا على شيء سوى لعنة الله والملائكة والبشر أجمعين. جميعهم مارسوا نفس الأساليب ولو تعددت دوافعهم واتجاهتهم السياسية أوالفكرية أوالعقائدية: إزهاق الأرواح وهدم البيوت والتهجير القسري والحجز والتعذيب وما إلى ذلك من الأفعال المشينة والتي تعتمد غالبا على أساليب الغدر والغيلة بسبب الجبن المتأصّل فيهم حيث لاحول لهم ولاقوّة إلا بقطعة الحديد التي تلازمهم.تصوّر أخي القاريء وتصوّري أختي القارئة أنكم تعملون في حياتكم اليومية لغرض الحصول على لقمة عيش حلال أو على علم نافع أو تسيرون في الشارع وفجأةً تنشق السماء عن دويّ مريع وينطلق الدخان ثم تتساقط الأشلاء في أحظانكم أو على سياراتكم أو أسقف منازلكم ... تصوّروا للحظة أنها أثداء أمهاتكم اللائي أرضعنكم (لاسامح الله) أو أيدي آبائكم التي رعتكم أو شضايا رؤوس أساتذتكم الذين ساهموا في تعليمكم ... فما سيكون شعوركم؟هذه الضحايا التي سقطت وتساقطت أشلاؤها في العراق على الخصوص وكُـشِـفت سوآتها في الجامعات والأسواق والمساجد والكنائس هي جزءٌ منكم أنتم بالذات ولا تحسبوا أنّ المجرمين الشياطين بعيدون عنكم شخصيّا وخصوصا إن لم تتخذوا موقفاً حازماً من هذه الأعمال الجنونية ومايرافقها من دجل واضح.أيها الأخوةوالأخوات: أُناديكم باسم الله الخالق العظيم وبأسم الأنسانية جمعاء أن تبذلوا قصارى جهودكم لوقف نزيف الدم في العراق لأن هناك الكثيرين من الذين يغرِّرُ بهم الدجالون والشياطين من أئمة السّوء والكراهية والبغضاء ويدفعون بهم إلى جحيم التفجيرات بدعوى لقاء الرسول الأعظم (ص) والحور العين أو بدوافع النضال الزائف وسوف لن يلاقوا سوى الجحيم واللعنة الدائمة. الكثير من المنفذين لهذه الأفعال الدنيئة تم تجنيدهم من مختلف البلدان كالمغرب والجزائر ومصر وليبيا والسعودية واليمن وسوريا وباكستان وسواها من بلاد المسلمين حيث يتم حشو أذهانهم بأنهم يقاتلون الكفّار من "الرافضة" أو "الصفويين" أو "المشركين" أو عملاء المحتلّ أو... أو ... ولايسمحوا لهم بالتعرّف على واقع هؤلاء الأبرياء ومعتقداتهم وإنسانيتهم ومواقفهم الوطنية. هذه العمليات البشعة تخدم أوّلاً وأخيراً أعداء الأمة الواحدة وتنفّذ المخططات والمؤامرات التي يحوكها الأعداء والذين لايقلّون شيطنةً من المنفذين ومن يدفعهم إلى ذلك. لاتغرّنكم الأدعاءآت الملتوية والتماس الأعذار لتبرير هذه الجرائم لأنّ الأسلام ضمن حقوق جميع المخلوقات ومنها القطط والطيور وحتى الحشرات كما بيّنه القرآن الكريم والسنة النبوية المطهّرة فراجعوها. بالأضافة الى ذلك فقد ضمن المجتمع الدّولي بمختلف تنظيماته حقوق الأنسان أينما كان.أيها الأخوة والأخوات الكرام: ساهموا في إحياء النفوس فكل نفس تعينون على تجنيبها محرقة الدجل والغدر والشيطنة سيجعل الله تعالى لكم فيها بركات تعادل حماية وإحياء الناس جميعا ولهذا ارجو منكم أن تتصلوا وتحاوروا المسؤولين في المنظمات العالمية وفي بلادكم التي تقيمون فيها أو الوطن الأمّ من رؤساء وملوك ووزراء ونوّاب أو على الأقل أئمة مساجد حاراتكم أو حارات أهاليكم في بلادكم لكي لايتم انتزاع انسانية الشباب منهم وتحويلهم الى سلع شيطانية يتم ارسالها الى العراق وبلاد الله الأخرى فمن الممكن أن تعود هذه النفوس الممسوخة يوما ما اليكم وتعمل بكم ماعملته في بلاد الرافدين. لنقضي على الشياطين في نفوسنا لكي لاندع فيها مجالا لقبول الدجل والحقد والطغيان والأجرام ونستعين بالله القويّ العظيم الحقّ لنستمدّ منه الجرأة والشجاعة في مواجهة كل مايؤذي الأبرياء أينما كانوا.نسأل الله الهدى والهداية وربط الجأش والشجاعة وتوحيد الكلمة.والسلام خير ختام.موفق مباركة – كندا
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك