المقالات

علاقاتنا الاقليمية بين الراعي والانتحاري /


حافظ آل بشارة

قيل ان أهم نتائج التغيير في العراق اعادة بناء علاقاته الدولية على اساس المصالح المشتركة والتعاون والاحترام المتبادل ، مازالوا يشتمون النظام السابق لانه حطم علاقات العراق مع دول المنطقة ، لكن يبدو بالتجربة انه كان الشريك الافضل الذي يجيد التعامل معهم ، وهم مغرمون به وآسفون على رحيله ومعجبون بسياسة الاذلال والرعب ، حاليا العواصم نفسها تفتتح علاقاتها مع العراق بالمطالبة باطلاق سراح مجرمين من مواطنيها محكومين بالاعدام في بغداد بجرائم قتل جماعي ، احتقار عربي لدماء العراقيين وسلطة القضاء العراقي ، عواصم قمعية تدعي احترام مواطنيها وهي تقتل بالجملة وسجونها محتشدة بالابرياء ، تطالب باسترجاع قتلة متجولين ان لم يجدوا ضحاياهم في العراق بحثوا عنهم في بلدهم ، قتلة تم تصديرهم الى العراق دفعا لشرهم ، ولكن عندما وقعوا في قبضة القانون العراقي تحولوا الى مواطنين صالحين مساكين ابرياء يجب تحريرهم ومبادلتهم بمحتجزين عراقيين في تلك الدول ، اغرب ما في هذا المشروع التباين الكبير بين المحتجز العراقي في الدول العربية والمحتجز العربي في العراق ، فالمحتجز العراقي مجرد مواطن بسيط متهم بتجاوز الحدود فهو اما راعي غنم تائه في الصحراء او صياد يتجول في البراري او مهرب مواشي لا يعرف الشرق من الغرب ، اما المحتجز العربي في العراق فهو مجرم محترف تم تدريبه في دوائر المخابرات ودهاليز العصابات التكفيرية ، مخلوق مسخ يرى ان جميع الناس مستحقون للقتل ، يفجر المفخخات والعبوات ويخطط للمذابح الدموية وينفذها ، ويتلذذ بارتكاب الفضائع . عشرات المجرمين العرب من هذا الطراز يقيمون مدللين في سجونهم ثم يتحولون الى مادة للتفاوض الرسمي ! اصبحوا في نظر دولهم مجاهدين منتصرين ويجب مكافأتهم ! بغداد نفت وجود اي صفقات من هذا النوع ، ولكن لو تمت فلا بد من وجود اتفاقية تبادل محكومين او معاهدات ثنائية بهذا الشأن ، ولا بد من مبرر قانوني لمساواة المجرم التكفيري براعي الغنم التائه ؟ مجرم عربي يتمنطق بحزام ناسف اراد تفجير نفسه وسط السوق فانفجر الصاعق ولم ينفجر الحزام ، فاعتقله رجال الأمن وفي التحقيق اعترف بكل جرائمه السابقة ثم اعرب عن اسفه لانه لم يوفق لقتل مزيد من الروافض والمرتدين ! هذا المجرم الاسطوري يجب ان يتم تبادله الرسمي مع راعي غنم عراقي تاه في الصحراء فدخل حدود دولة لا سيادة لها ولا كرامة يسرح ويمرح فيها الاسرائيليون والامريكيون وشبكاتهم ، تصبح حدودها مقدسة امام راعي غنم تائه ، راعي عربي ابن عربي يؤمن بالوحدة العربية ، ووحدة الاغنام العربية . اصبح واجبا على العراق ان يطلق المجرمين المحكومين الليبيين والسعوديين والمصريين والتوانسة معززين مكرمين الى بلدانهم لان بعض العواصم (تزعل) على العراق ولا تحضر القمة ولا تفتح سفارة ! وبعضها ستضرب رقاب عراقيين محتجزين عندها بالسيف ، لماذا يتعاملون مع العراق بكل هذا الهوان ؟ لأنهم يفضلون سياسة نظام صدام ولا يفهمون غيرها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك