المقالات

مع العمليه السياسيه في فضائها الأرحب

600 16:39:00 2012-02-26

سماحة السيد حسين الصدر

هناك مصطلحات وكلمات كثيراً ما تتردد على الألسنة ،دون أنْ تكون مداليها واضحة المعالم ، محددة المعاني على نحو محسوم .ومن هذه الكلمات ذات الرنين ( العمليه السياسيّة ) ، التي يهّدد البعض أحيانا بالانسحاب منها ..!!ويخيّل لبعض السذّج أنَّ العمليه السياسية هي مدارات السلطتين التشريعيه والتنفيذيه ليس الاّ .وعلى هذا فانّ الذين لم يُتح لهم الولوج الى تلك الرحاب ،هم خارج العمليه السياسية .وهذا ما لا يستقيم على الأطلاق مع الواقع السياسي والاجتماعي ان العمليه السياسية هي الفضاء الأرحب لكلّ الحراك السياسي في الساحة، سواءً كان ذلك الحراك من قبل اعضاء البرلمان أو الحكومة ،أو من قبل الأحزاب والمنظمات والشخصيات السياسيه ، والمعنيين بالشؤون السياسيه في البلاد ، من علماء وخبراء وكُتّاب ومُنظِرين و جماهير والفارق بين التحديدين كبير للغاية :ان اطار العملية السياسية بناء على التحديد الاول لا يتجاوز بضع مئات من رجال العراق ونسائه ، أما بناء على المنحى الثاني فهو شامل للملايين من العراقيين، ومنهم المحتجون على سوء أوضاعهم الحياتيه ، والمتظاهرون ،والمعتصمون من الأرامل والمطلقات والمحرومين من الرعايه الاجتماعية ....ومنهم ايضا العاملون بكل تفانٍ واخلاص لتحسين الأوضاع ودفع المفاسد والغوائل عن الوطن والمواطنين إنّ كل ما يصبّ في دفع عجلة العراق الى الأمام لا يخرج عن كونه داخلاً في هذه العملية .ان المواطنين جميعاً هم الشهود الحقيقيون على نجاح العملية السياسية أو فشلها ،وهم بهذا الوصف جزء لا يتجزأ منها ،وارتباطهم بها ارتباط عضوي لايقبل الانفكاك بحال من الأحوال .اننا نحرص على إشاعة هذه الثقافة ،المتمثلة بشدّ المواطن - مهما كان دينه أو مذهبه أو قوميته أو منطقته أو اتجاهه - الى أنه جزء لا يتجزأ من العمليه السياسية ، لأنه محورها في الصميم ،وعليه تدور رحاها ، وهو الذي يدفع الثمن في نهاية المطاف ، رخاءً او عناءً .ان من اكبر الاخطاء والأخطار جعل العمليه السياسية بيد حفنة من المحترفين ،يديرونها بعيداً عن هموم المواطنين ومشاركاتهم الحقيقيه في رسم خارطة الطريق للحاضر والمستقبل ان ضبابية التعامل السياسي مع المواطنين ، والمفهوم الغائم للعملية السياسيه ، أدّى الى انفصام نكد بين المواطنين وبين اللاعبين السياسيين ، حتى ليكمن القول بأنهم أصبحوا في بروج عاجيه ، بعيدة كل البعد عن الجماهير ..!!ان العراق الحبيب لا يُبنى بيد السياسيين وحدهم ، وانما يُبنى بيد أبنائه أجمعين وتهميش المواطنين واقصائهم عن الحضور المكثّف في الميدان السياسي ، له أسوأ المردودات على الوطن والمواطنين .انّ القرار السياسي المدعوم من قبل الجماهير العراقية ،هو قرار عابر للطائفيه ،ومستوفٍ لكل شرائط القوّه .أمّا القرار المصنوع على ضوء حسابات سياسيه ،حزبيه أو طائفيّه معيّنه ، فهو قرار خجول أو كسيح ..!!ان الخطبة الثانية من خطب صلوات الجمعة ، تُخصص عادة للحديث عن الهموم السياسية والاجتماعية فاذا كانت ( السياسة )، متعانقة مع (العبادة) فلماذا لا تتعانق مع هموم العباد ؟والسؤال الآن :الى متى تلوك الألسن أحاديث الاحتقانات والاختلافات السياسيه بين الكتل المتصارعه ، ويدفع الابرياء من المواطنين العراقيين ، حياتهم ثمناً لتلك الصراعات على يد الشقاة الأوغاد ، أعداء الله والعراق والانسانيه ،في مجازر مرّوعة تتعدد مناطقها وأماكنها ، ويبقى مضمونها الحاقد واحداً ، في دلالته العميقه على البربريه والهمجيه، والتنكر لكل القيم الدينية والانسانية والحضارية والقانونية والسياسية والاجتماعية ، والاصرار الرهيب على الاضرار بالعراق الحبيب ، أما آن ان تُغلّب مصلحة البلاد والعباد على مصالح السياسيين المتصارعين؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2012-02-29
على اتباع اهل البيت ان يكونوا سياسيين مع اعدائهم الخارجيين للقضاء على اعدائهم في الداخل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك