المقالات

رغم كونها تشكل اكثرية المجتمعات الانسانية المرأة لاتنتخب المرأة !


عبد الكريم ابراهيم

يسود جدل (قديم - جديد ) حول موضوعة حقوق المرأة وانها لم تحصل سوى على جزء يسير من حقوقها ولاسيما في بلدان الشرق الاوسط ذات الانظمة الشمولية ،ولكن هناك حقيقة واضحة تشمل حتى اعتى دول العالم ديمقراطية وهي : برغم ان المرأة تشكل الاكثرية في اغلب المجتمعات الانسانية فانها ما زالت دون المستوى المطلوب في التمثيل البرلماني ،ولعل هذا الى يرجع ان المرأة نفسها التي تطالب بحقوقها ، لاتنتخب بنات جنسها الا ما ندر ! مفضلة الرجال لتمثليها معترك السياسة . ربما يرجع الامر في هذه المفارقة الى اسباب عديدة منها : القاعدة القديمة والمترسخة في ذهنية بعض النساء والرجال معا ان هناك قضايا يجب ان تكون المرأة بحكم بطيعتها الشفافة بمنأى عنها والاكتفاء بما دون ذلك ،واساس هذه القاعدة ان السياسة هي فن الجدل والنقاش الذي يلجأ في بعض الاحيان الى اعتماد اساليب خشنة وقاسية، وسيدتنا المرأة ابعد ما تكون عنها لرقتها وحنانها الفياض . لذا يُترك أمر حياكة بعض الدسائس المشروعة لاهل الخبرة من الرجال فهم الاقدر على حمل هذا الشرف، برغم ان المرأة - كما معروف عنها تاريخيا - هي الاكثر مكرا - مع الاحترام لبنات حواء- في حالة وجود الظروف المناسبة لتحقيق مآربها . وكما يقال في بعض الحكايات المتوارثة عن الاجداد ( المرأة غلبت الشيطان ) اذا المرأة لاينقصها المكر ولا الدهاء ولا الفراسة في تشخيص مواطن ومكامن الاخرين ،بل هي الاكثر استعدادا لالتقاط دقائق الامور والتي تغيب عن الرجال ،والحكايات التاريخية تؤكد هذه الحقيقة :هي ان بعض النساء كن يقدمن المشورة والنصح لازواجهن وابنائهن وكن خير معين لهم في اوقات المحن والشدائد . والسبب الاخر في عدم حصول المرأة على نصيبها الكامل وبحسب نسبتها السكانية يعود الى انها تبغض اختها المرأة وتحاول ان تجد فيها كل عيوب العالم ! ولعل للغيرة النسائية دورها في هذا الموضوع حيث قيل ( لاتعرف المرأة الا المرأة ) برغم المشتركات والقواسم وادعاءات مطالبتها بحقوقها معا ، لان الواقع يشير الى غير ذلك في اغلب الانتخابات ولاسيما في بلدان الشرق الاوسط التي تعاني المرأة في بعض دولها من حرمانها حق قيادة السيارة . مع هذه الاكثرية النسائية هناك سيطرة كاملة على مجريات العمل السياسي من قبل الرجال ،بل ان اولاد ادم في بعض الدول احكموا من قبضتهم على كل شيء تاركين لبنات حواء تبادل الاتهامات في ضياع حقوقهن وتحميل هذا او ذاك الطرف مسؤولية ما حصل ،والحقيقة التي يجب ان تعرفها النساء قبل الرجال : ان المرأة مع وجود اعداد لاباس بها من المرشحات في بعض الدول الغربية والنامية على حد سواء ، فان المرأة لاتنتخب المرأة ،بل تنظر اليها على انها ضرتها وتفضل الرجل عليها حتى ان سلبها حقوقها ! مفارقة غريبة تعيشها بعض النساء في المطالبة بتوسيع حقوقهن. وكان بمقدرهن تغيير المعادلة عبر المسار الديمقراطي والاحتكام الى صناديق الانتخابات واختيار من يمثلهن من اللاتي يسعين الى رفع مطالبهن ، بل امكانهن تشكيل اكثرية برلمانية لايستطع الرجال معها سوى الخضوع لمطالبهن ، عندها يمكن ان تلغي الاكثرية وزارة المرأة ومنظمات النسائية ، بل على الرجال وقتئذ المطالبة بتشكيل وزارة خاصة بهم ووانصافهم من النساء في البيت والسياسة،ولكن ما يجري عكس ذلك المرأة هي من تتحمل ضياع حقوقها بنفسها ويجب ان لاتلق تبعية اوزارها على الغير .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك