المقالات

حذار من تكرار حماقات الماضي


كامل محمد الاحمد

المتخصصون والعارفون بأمور السياسة والاقتصاد وانصاف المتعلمين وحتى الجهلاء يعرفون حقيقة وبديهية واضحة مثل وضوح الشمس في رابعة النهار ، الا وهي ان العراق يعتبر من بين اغنى الدول في العالم بحكم ثرواته النفطية ، حيث انه يمتلك ثاني اكبر احتياطي نفطي عالمي بعد المملكة العربية السعودية.وفي نفس الوقت يصطدم كل من يعرف ويدرك تلك الحقيقة الدامغة بمفارقة عجيبة غريبة، وهي ان الشعب العراقي يعد واحدا من افقر الشعوب واكثرها حرمانا وتخلفا وعزلة وانغلاقا.. ويردد الكثيرون من العراقيين ان النفط بدل ان يكون نعمة اصبح نقمة على العراقيين بحيث انه جلب عليهم مختلف الماسي والكوارث التي بلغت ذروتها خلال حقبة نظام البعث الصدامي المقبور...كان نظام البعث الصدامي يبدد ثروات البلاد على الحروب والمؤامرات والاجهزة القمعية بدلا من البناء والعمران والتربية والتعليم والثقافة والصحة، ولايكتفي بذلك بل راح يستدين ويقترض اموالا طائلة دون جدوى ليكبل العراق بالمزيد من القيود والالتزامات ويثقل كاهله بمئات المليارات من الدولارات، وبعد ان سقط ذلك النظام وانهار طفت على السطح اثار ونتائج سياساته الكارثية ومنها الديون الطائلة التي تكرمت بعض الدول بأسقاطها او اسقاط جزء منها ، بينما بقيت دول اخرى شقيقة وصديقة مصرة على استحصالها رغم معرفتها وادراكها ان العراقيين لاذنب لهم بكل ما حصل في الماضي.واذا كانت الديون الطائلة التي خلفها لنا نظام المقبور صدام تمثل مشكلة كبيرة ، فأن المشكلة الاكبر هو تكرار حماقات صدام، والعودة الى البحث عن قروض وديون وتنفيذ مشاريع بطريق الدفع الاجل التي تترتب عليها فوائد عالية، بينما ثروات البلاد تتبدد وتضيع في متاهات ودهاليز الفساد الاداري والمالي وانعدام الخبرة والكفاءة وغياب التخطيط والرؤية الصحيحة.بربكم هل ان مائة وعشرة مليارات دولار وهي قيمة الموازنة المالية لعام 2012 والتي تعادل ميزانيات خمس او ست دول تعيش ظروفا واوضاعا افضل من ظروفنا واوضاعنا بكثير، هل هي قليلة حتى يذهب ساستنا ومسؤولينا ليطرقوا ابواب الاخرين ويستجدون منهم لتنفيذ مشاريع الدفع بالاجل؟؟.. رجاء رجاء لاتكررا حماقات الماضي فلسنا بحاجة الى المزيد من القيود التي تكبلنا والكوارث التي تحل على رؤوسنا...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الوافي
2012-02-22
قال تعالى : ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس. في زمن الطاغية (ابو حلة) كنا نقول امر مفروض علينا والبوم نحن من اوصلنا (ابو اسراء) ونتحدث عن القصور والتقصير والفشل والله يستر من حكومة (ابو حمزة) فالينتبه الجميع لمن ينتخبون في الدورة القادمة ولايتاثر باشاعات او تسقيط ولايتعاطف مع الكلام ويجب محاسبة الفاشلين ودعم الناجحين ولا نعاقب انفسنا بترك الانتخاب وكماقال السيد السيستاني (ولات حين مندم) والسؤال المهم متى نبني العراق ؟
ابن الاهوار
2012-02-21
الميزانية ١٢٠ مليار هاي لجيوبهم والديون علينا نحن واطفالنا
علي البديري
2012-02-21
تكرار السياسات الخاطئة والحمقاء التي افقرت واذلت العراقيين جريمة كبرى مابعدها جريمة.. وعلى اصحاب القرار والحل والعقد ان يتصرفوا بما يخدم ابناء العراق لا الى ما يزيد معاناتهم
الدكتور شريف العراقي
2012-02-21
لاتشتروا اسلحة كثيرة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك